Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 40-40)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أعلمهم سهولة الخلق عليه ، أي إذا أردنا أن نبعث من يموت فلا تعب علينا ولا نصب في إحيائهم ، ولا في غير ذلك مما نحدثه لأنا إنما نقول له كن فيكون . قراءة ابن عامر والكسائيّ « فيكونَ » نصباً عطفاً على أن نقول . وقال الزجاج : يجوز أن يكون نصباً على جواب « كن » . الباقون بالرفع على معنى فهو يكون . وقد مضى القول فيه في « البقرة » مستوفىً . وقال ابن الأنباريّ : أوقع لفظ الشيء على المعلوم عند الله قبل الخلق لأنه بمنزلة ما وجد وشوهد . وفي الآية دليل على أن القرآن غير مخلوق لأنه لو كان قوله : « كن » مخلوقاً لاحتاج إلى قول ثان ، والثاني إلى ثالث وتسلسل وكان محالاً . وفيها دليل على أن الله سبحانه مريد لجميع الحوادث كلها خيرها وشرها نفعها وضرها والدليل على ذلك أن من يرى في سلطانه ما يكرهه ولا يريده فلأحد شيئين : إما لكونه جاهلاً لايدري ، وإما لكونه مغلوباً لا يطيق ، ولا يجوز ذلك في وصفه سبحانه ، وقد قام الدليل على أنه خالق لاكتساب العباد ، ويستحيل أن يكون فاعلاً لشيء وهو غير مريد له لأن أكثر أفعالنا يحصل على خلاف مقصودنا وإرادتنا ، فلو لم يكن الحق سبحانه مريداً لها لكانت تلك الأفعال تحصل من غير قصد وهذا قول الطبيعيين ، وقد أجمع الموّحدون على خلافه وفساده .