Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 37-38)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ } يهوذا أو تمليخا على الخلاف في ٱسمه . { أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } وعظه وبيّن له أن ما اعترف به من هذه الأشياء التي لا ينكرها أحد أبدع من الإعادة . و « سوَّاك رجلا » أي جعلك معتدل القامة والخَلْق ، صحيحَ الأعضاء ذكراً . { لَّكِنَّا هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي } كذا قرأه أبو عبد الرحمن السُّلَمِي وأبو العالية . وروي عن الكسائي { لَّكِنَّ هُوَ ٱللَّهُ } بمعنى لكن الأمر هو الله ربي ، فأضمر اسمها فيها . وقرأ الباقون « لكنا » بإثبات الألف . قال الكسائي : فيه تقديم وتأخير ، تقديره : لكن الله هو ربي أنا ، فحذفت الهمزة من « أنا » طلباً للخفة لكثرة الاستعمال وأدغمت إحدى النونين في الأخرى وحذفت ألف « أنا » في الوصل وأثبتت في الوقف . وقال النحاس : مذهب الكسائي والفرّاء والمازِنِيّ أن الأصل لكن أنا فألقيت حركة الهمزة على نون لكن وحذفت الهمزة وأدغمت النون في النون فالوقف عليها لكنا وهي ألف أنا لبيان الحركة . وقال أبو عبيد : الأصل لكن أنا ، فحذفت الألف فٱلتقت نونان فجاء بالتشديد لذلك ، وأنشدنا الكسائي : @ لَهنّكِ من عَبْسِيَّة لَوَسِيَمةٌ على هَنَوَاتٍ كاذب من يقولها @@ أراد : لله إنك لوسيمة ، فأسقط إحدى اللامين من « لله » وحذف الألف من إنك . وقال آخر فجاء به على الأصل : @ وترمينني بالطَّرْف أي أنت مذنب وتَقْلِيننِي لكنّ إيّاكِ لاَ أَقْلِي @@ أي لكن أنا . وقال أبو حاتم : وروَوْا عن عاصم « لكنا هو الله ربي » وزعم أن هذا لحن ، يعني إثبات الألف في الإدراج . قال الزجاج : إثبات الألف في « لكنا هو الله ربي » في الإدراج جيد لأنه قد حذفت الألف من أنا فجاءوا بها عِوضاً . قال : وفي قراءة أُبَيّ « لكن أنا هو الله ربي » . وقرأ ابن عامر والمَسِيلِيّ عن نافع ورُويس عن يعقوب « لكنا » في حال الوقف والوصل معاً بإثبات الألف . وقال الشاعر : @ أنا سيف العشيرة فٱعرفوني حُمَيْداً قد تَذَرّيْتُ السِّناما @@ وقال الأعشى : @ فكيف أنا وٱنتحال القوافي بعد المشيب كفى ذاك عاراً @@ ولا خلاف في إثباتها في الوقف . { هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي } « هو » ضمير القصة والشأن والأمر كقوله { فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ الأنبياء : 79 ] وقوله « قل هو الله أحد » . { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } دلّ مفهومه على أن الأخ الآخر كان مشركاً بالله تعالى يعبد غيره . ويحتمل أنه أراد لا أرى الغنى والفقر إلا منه ، وأعلم أنه لو أراد أن يسْلُب صاحب الدنيا دنياه قَدَر عليه وهو الذي آتاني الفقر . ويحتمل أنه أراد جحودُك البعث مصيرهُ إلى أن الله تعالى لا يقدر عليه ، وهو تعجيز الرب سبحانه وتعالى ، ومَن عجّزه سبحانه وتعالى شبّهه بخلقه فهو إشراك .