Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 44-44)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ } اختلف في العامل في قوله « هنالك » وهو ظرف فقيل : العامل فيه « ولم تكن له فئة » ولا كان هنالك أي ما نُصر ولا انتصر هنالك ، أي لما أصابه من العذاب . وقيل : تم الكلام عند قوله « منتصِراً » . والعامل في قوله « هنالك » : « الولاية » وتقديره على التقديم والتأخير : الولاية لله الحقِّ هنالك ، أي في القيامة . وقرأ أبو عمرو والكسائي « الحقُّ » بالرفع نعتاً للولاية . وقرأ أهل المدينة وحمزة « الحقِّ » بالخفض نعتاً لله عز وجل ، والتقدير : لله ذي الحق . قال الزجاج : ويجوز « الحقَّ » بالنصب على المصدر والتوكيد كما تقول : هذا لك حقاً . وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي « الوِلاية » بكسر الواو ، الباقون بفتحها ، وهما بمعنًى واحد كالرِّضاعة والرَّضاعة . وقيل : الوَلاية بالفتح من الموالاة كقوله { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ البقرة : 257 ] . { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ محمد : 11 ] . وبالكسر يعني السلطان والقدرة والإمارة كقوله { وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } [ الانفطار : 19 ] أي له الملك والحكم يومئذ ، أي لا يُردَّ أمره إلى أحد والملك في كل وقت لله ولكن تزول الدعاوى والتّوَهّمات يوم القيامة . وقال أبو عبيد : إنها بفتح الواو للخالق ، وبكسرها للمخلوق . { هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً } أي الله خير ثواباً في الدنيا والآخرة لمن آمن به ، وليس ثَمّ غير يُرْجَى منه ، ولكنه أراد في ظن الجهال أي هو خير مَن يُرجى . { وَخَيْرٌ عُقْباً } قرأ عاصم والأعمش وحمزة ويحيـى « عُقْبا » ساكنة القاف ، الباقون بضمها ، وهما بمعنًى واحد أي هو خير عاقبة لمن رجاه وآمن به . يقال : هذا عاقبة أمر فلان وعقباه وعَقْبُه ، أي آخره .