Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 47-47)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً } قال بعض النحويين : التقدير والباقيات الصالحات خير عند ربك يوم نسيّر الجبال . قال النحاس : وهذا غلط من أجل الواو . وقيل : المعنى وٱذكر يوم نسيّر الجبال ، أي نزيلها من أماكنها من على وجه الأرض ، ونسيرها كما نسير السحاب كما قال في آية أخرى { وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } [ النمل : 88 ] . ثم تكسر فتعود إلى الأرض كما قال { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاًفَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } [ الواقعة : 5 ] . وقرأ ابن كثير والحسن وأبو عمرو وابن عامر « ويوم تُسَيَّر » بتاء مضمومة وفتح الياء . و « الجبالُ » رفعا على الفعل المجهول . وقرأ ابن مُحَيْصِن ومجاهد « ويوم تسير الجبال » بفتح التاء مخففاً من سار . « الجبال » رفعا . دليل قراءة أبي عمرو { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } [ التكوير : 3 ] . ودليل قراءة ابن محيصِن { وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً } [ الطور : 10 ] . واختار أبو عبيد القراءة الأولى « نسيّر » بالنون لقوله « وحشرناهم » . ومعنى { بَارِزَةً } ظاهرة ، وليس عليها ما يسترها من جبل ولا شجر ولا بنيان أي قد ٱجتثت ثمارها وقلعت جبالها ، وهدم بنيانها فهي بارزة ظاهرة . وعلى هذا القول أهل التفسير . وقيل : « وترى الأرض بارزة » أي برز ما فيها من الكنوز والأموات كما قال { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } [ الانشقاق : 4 ] وقال { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } [ الزلزلة : 2 ] وهذا قول عطاء . { وَحَشَرْنَاهُمْ } أي إلى الموقف . { فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } أي لم نترك يقال : غادرت كذا أي تركته . قال عنترة : @ غَادَرْتُه مُتَعَفِّرا أوصالهُ والقومُ بين مُجَرَّحٍ ومُجَدَّلِ @@ أي تركته . والمغادرة الترك ومنه الغَدْر لأنه ترك الوفاء . وإنما سمي الغدير من الماء غديراً لأن الماء ذهب وتركه . ومنه غدائر المرأة لأنها تجعلها خلفها . يقول : حشرنا بَرّهم وفاجِرَهم وجنّهم وإنسهم .