Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 100-100)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً } الواو واو العطف ، دخلت عليها ألف الاستفهام كما تدخل على الفاء في قوله : { أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ } [ المائدة : 50 ] ، { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ } [ يونس : 42 ] ، { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ } [ الكهف : 50 ] . وعلى ثُمّ كقوله : { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ } [ يونس : 51 ] هذا قول سيبويه . وقال الأخفش : الواو زائدة . ومذهب الكسائي أنها أو ، حُرّكت الواو منها تسهيلاً . وقرأها قوم أوْ ، ساكنة الواو فتجيء بمعنى بل كما يقول القائل : لأضربنك فيقول المجيب : أو يكفي الله . قال ٱبن عطية : وهذا كله متكلّف والصحيح قول سيبويه . « كلما » نصب على الظرف والمَعْنّي في الآية مالك بن الصّيف ، ويقال فيه ٱبن الضيف كان قد قال : والله ما أخذ علينا عهدٌ في كتابنا أن نؤمن بمحمد ولا ميثاق فنزلت الآية . وقيل : إن اليهود عاهدوا لئن خرج محمد لنؤمنن به ولنكونن معه على مشركي العرب فلما بُعث كفروا به . وقال عطاء : هي العهود التي كانت بين النبيّ صلى الله عليه وسلم وبين اليهود فنقضوها ، كفعل قُريظة والنَّضير دليله قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } [ الأنفال : 56 ] . قوله تعالى : { نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم } النبذ : الطرح والإلقاء ومنه النَّبيذ والمنبوذ ، قال أبو الأسْود : @ وخبّرني مَن كنت أرسلتُ إنما أخذتَ كتابي معرضاً بشمالكا نظرتَ إلى عنوانه فنبذتَه كنبذك نعلاً أخلقتْ من نعالكا @@ آخر : @ إن الذين أمرتهم أن يعدلوا نبذوا كتابك وٱستحلّوا المَحْرَمَا @@ وهذا مَثَل يُضَرب لمن ٱستخفّ بالشيء فلا يعمل به تقول العرب : ٱجعل هذا خَلْفَ ظهرك ، ودَبْراً منك ، وتحت قدمك أي ٱتركه وأعرض عنه قال الله تعالى : { وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً } [ هود : 92 ] . وأنشد الفراء : @ تَميمُ بنُ زيد لا تكوننّ حاجتي بظَهْرٍ فلا يَعْيَا عليّ جوابُها @@ { بَلْ أَكْثَرُهُمْ } ابتداء . { لاَ يُؤْمِنُونَ } فعل مستقبل في موضع الخبر .