Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 51-56)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ } قال الفراء : أي أعطيناه هداه { مِن قَبْلُ } أي من قبل النبوة أي وفقناه للنظر والاستدلال ، لما جَنَّ عليه الليل فرأى النجم والشمس والقمر . وقيل : « مِنْ قَبْلُ » أي من قبل موسى وهارون . والرشد على هذا النبوة . وعلى الأول أكثر أهل التفسير كما قال ليحيـى : { وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً } [ مريم : 12 ] . وقال القرظي : رشده صلاحه . { وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ } أي إنه أهل لإيتاء الرشد وصالح للنبوة . قوله تعالى : { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ } قيل : المعنى أي اذكر حين قال لأبيه فيكون الكلام قد تم عند قوله : « وكُنَّا بِهِ عَالِمينَ » . وقيل : المعنى « وَكُنَّا بِهِ عَالِمينَ إِذْ قَالَ » فيكون الكلام متصلاً ولا يوقف على قوله : « عالمِين » . « لأبِيهِ » وهو آزر { وَقَوْمِهِ } نمروذ ومن اتبعه . { مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ } أي الأصنام . والتمثال اسم موضوع للشيء المصنوع مشبهاً بخلق من خلق الله تعالى . يقال : مثّلت الشيء بالشيء أي شبّهته به . واسم ذلك الممثَّل تمثال . { ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } أي مقيمون على عبادتها . { قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ } أي نعبدها تقليداً لأسلافنا . { قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي في خسران بعبادتها إذ هي جمادات لا تنفع ولا تضر ولا تعلم . { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ } أي أجاءٍ أنت بحقّ فيما تقول ؟ { أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللاَّعِبِينَ } أي لاعب مازح . { قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي لست بلاعب ، بل ربكم والقائم بتدبيركم خالق السموات والأرض . { ٱلَّذِي فطَرَهُنَّ } أي خلقهن وأبدعهن . { وَأَنَاْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } أي على أنه رب السموات والأرض . والشاهد يبين الحكم ، ومنه « شَهِدَ اللَّهُ » بَيَّن الله فالمعنى : وأنا أبيّن بالدليل ما أقول .