Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 70-73)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً } أي أراد نمروذ وأصحابه أن يمكروا به { فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ } أي في أعمالهم ، ورددنا مكرهم عليهم بتسليط أضعف خلقنا . قال ابن عباس : سلط الله عليهم أضعف خلقه البعوض ، فما برح نمروذ حتى رأى عظام أصحابه وخيله تلوح ، أكلت لحومهم وشربت دماءهم ، ووقعت واحدة في منخره فلم تزل تأكل إلى أن وصلت دماغه ، وكان أكرم الناس عليه الذي يضرب رأسه بمرزبة من حديد . فأقام بهذا نحواً من أربعمائة سنة . قوله تعالى : { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } يريد نجينا إبراهيم ولوطاً إلى الأرض أرض الشام وكانا بالعراق ، وكان إبراهيم عليه السلام عمّ لوط قاله ابن عباس . وقيل : لها مباركة لكثرة خصبها وثمارها وأنهارها ولأنها معادن الأنبياء . والبركة ثبوت الخير ، ومنه برك البعير إذا لزم مكانه فلم يبرح . وقال ابن عباس : الأرض المباركة مكة . وقيل : بيت المقدس لأن منها بعث الله أكثر الأنبياء وهي أيضاً كثيرة الخصب والنموّ ، عذبة الماء ، ومنها يتفرّق في الأرض . قال أبو العالية : ليس ماء عذب إلا يهبط من السماء إلى الصخرة التي ببيت المقدس ، ثم يتفرّق في الأرض . ونحوه عن كعب الأحبار . وقيل : الأرض المباركة مصر . قوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً } أي زيادة لأنه دعا في إسحاق وزيد يعقوب من غير دعاء فكان ذلك نافلة أي زيادة على ما سأل إذ قال : { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينِ } [ الصافات : 100 ] . ويقال لولد الولد نافلة لأنه زيادة على الولد . { وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ } أي وكلاً من إبراهيم وإسحاق ويعقوب جعلناه صالحاً عاملاً بطاعة الله . وجَعْلهم صالحين إنما يتحقق بخلق الصلاح والطاعة لهم ، وبخلق القدرة على الطاعة ، ثم ما يكتسبه العبد فهو مخلوق لله تعالى . قوله تعالى : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } أي رؤساء يقتدى بهم في الخيرات وأعمال الطاعات . ومعنى « بِأَمْرِنَا » أي بما أنزلنا عليهم من الوحي والأمر والنهي فكأنه قال يهدون بكتابنا . وقيل : المعنى يهدون الناس إلى ديننا بأمرنا إياهم بإرشاد الخلق ، ودعائهم إلى التوحيد . { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَاتِ } أي أن يفعلوا الطاعات . { وَإِقَامَ ٱلصَّلاَة وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَـاةِ وَكَانُواْ لَنَا عَابِدِينَ } أي مطيعين .