Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 99-100)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا } أي لو كانت الأصنام آلهة لما ورد عابدوها النار . وقيل : ما وردها العابدون والمعبودون ولهذا قال : { وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } . قوله تعالى : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } أي لهؤلاء الذين وردوا النار من الكفار والشياطين فأما الأصنام فعلى الخلاف فيها هل يحييها الله تعالى ويعذبها حتى يكون لها زفير أو لا ؟ قولان : والزفير صوت نفس المغموم يخرج من القلب . وقد تقدّم في « هود » . { وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } قيل : في الكلام حذف والمعنى وهم فيها لا يسمعون شيئاً لأنهم يحشرون صماً ، كما قال الله تعالى : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً } [ الإسراء : 97 ] . وفي سماع الأشياء رَوْح وأنس ، فمنع الله الكفار ذلك في النار . وقيل : لا يسمعون ما يسرهم ، بل يسمعون صوت من يتولى تعذيبهم من الزبانية . وقيل : إذا قيل لهم { ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [ المؤمنون : 108 ] يصيرون حينئذٍ صماً بكما كما قال ابن مسعود : إذا بقي من يخلد في النار في جهنم جعلوا في توابيت من نار ، ثم جعلت التوابيت في توابيت أخرى فيها مسامير من نار ، فلا يسمعون شيئاً ، ولا يرى أحد منهم أن في النار من يعذب غيره .