Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 18-18)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } هذه رؤية القلب أي ألم تر بقلبك وعقلك . وتقدّم معنى السجود في « البقرة » ، وسجود الجماد في « النحل » . { وَٱلشَّمْسُ } معطوفة على « مَن » . وكذا { وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ } . ثم قال : { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ } وهذا مشكل في الإعراب ، كيف لم ينصب ليعطف ما عمل فيه الفعل على ما عمل فيه الفعل مثل { وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [ الإنسان : 31 ] ؟ فزعم الكسائي والفرّاء أنه لو نصب لكان حسناً ، ولكن اختِير الرفع لأن المعنى وكثير أبى السجود فيكون ابتداء وخبراً ، وتم الكلام عند قوله « وكثير من الناس » . ويجوز أن يكون معطوفاً ، على أن يكون السجود التذلُّلَ والانقيادَ لتدبير الله عز وجل من ضعف وقوّة وصحة وسقم وحسن وقبح ، وهذا يدخل فيه كل شيء . ويجوز أن ينتصب على تقدير : وأهان كثيراً حق عليه العذاب ، ونحوه . وقيل : تم الكلام عند قوله : « والدّوابُّ » ثم ابتدأ فقال : « وكثير من الناس » في الجنة « وكثير حق عليه العذاب » . وكذا روي عن ابن عباس أنه قال : المعنى وكثير من الناس في الجنة وكثير حق عليه العذاب ذكره ابن الأنباري . وقال أبو العالية : ما في السموات نجم ولا قمر ولا شمس إلا يقع ساجداً لله حين يغيب ، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له فيرجع من مطلعه . قال القُشَيري : وورد هذا في خبر مسند في حق الشمس فهذا سجود حقيقي ، ومن ضرورته تركيب الحياة والعقل في هذا الساجد . قلت : الحديث المسند الذي أشار إليه خرجه مسلم ، وسيأتي في سورة « يۤس » عند قوله تعالى : { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } [ يۤس : 38 ] . وقد تقدم في البقرة معنى السجود لغة ومعنًى . قوله تعالى : { وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } أي من أهانه بالشقاء والكفر لا يقدر أحد على دفع الهوان عنه . وقال ابن عباس : إن من تهاون بعبادة الله صار إلى النار . { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } يريد أن مصيرهم إلى النار فلا اعتراض لأحد عليه . وحكى الأخفش والكسائي والفراء « وَمَنْ يُهنِ اللَّهُ فما له من مُكْرَمٍ » أي إكرام .