Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 104-105)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } ويقال « تنفح » بمعناه ومنه { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ } [ الأنبياء : 46 ] . إلا أن « تلفح » أبلغ بأساً يقال : لفحته النار والسَّمُوم بحرها أحرقته . ولفحته بالسيف لفحة إذا ضربته به ضربة خفيفة . { وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } قال ابن عباس : عابسون . وقال أهل اللغة : الكُلوح تَكَشُّرٌ في عُبوس . والكالح : الذي قد تشمّرت شفتاه وبدت أسنانه . قال الأعشى : @ وله المُقْدَمُ لا مِثْل له ساعةَ الشِّدْقِ عن النّاب كَلَحْ @@ وقد كَلَح الرجل كُلوحاً وكُلاَحاً . وما أقبح كَلْحَته يراد به الفَمُ وما حواليه . ودهر كالح أي شديد . وعن ابن عباس أيضاً « وهم فيها كالحون » يريد كالذي كَلَح وتقلّصت شفتاه وسال صديده وقال ابن مسعود : ألم تر إلى رأس المُشَيَّط بالنار ، وقد بدت أسنانه وقَلَصت شفتاه . وفي الترمذِيّ عن أبي سعيد الخُدْرِيّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " وهم فيها كالحون قال تشوِيه النار فتقلِصُ شَفَتُه العليا حتى تبلغ وَسَط رأسه وتسترخِي شَفَتُه السفلى حتى تضرب سُرّته " قال : هذا حديث صحيح غريب .