Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 42-44)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ } أي من بعد هلاك هؤلاء . { قُرُوناً } أي أمماً . { آخَرِينَ } قال ابن عباس : يريد بني إسرائيل وفي الكلام حذف : فكذبوا أنبياءهم فأهلكناهم . { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا } « من » صلة أي ما تسبق أمة الوقت المؤقت لها ولا تتأخره مثل قوله تعالى : { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [ الأعراف : 34 ] . ومعنى { تَتْرَى } تتواتر ، ويتبع بعضهم بعضاً ترغيباً وترهيباً . قال الأصمعي : واترتُ كتبي عليه أتبعت بعضها بعضاً إلا أن بين كل واحد منها وبين الآخر مهلة . وقال غيره : المواترة التتابع بغير مهلة . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو « تترًى » بالتنوين على أنه مصدر أدخل فيه التنوين على فتح الراء كقولك : حَمْداً وشكراً فالوقف على هذا على الألف المعوّضة من التنوين . ويجوز أن يكون ملحقاً بجعفر ، فيكون مثل أرْطًى وعَلْقًى كما قال : @ يَسْـتَـنّ فـي عَلْـقًـى وفـي مُكُـورِ @@ فإذا وقف على هذا الوجه جازت الإمالة ، على أن ينوِي الوقف على الألف الملحقة . وقرأ ورْشٌ بين اللفظتين مثل سكرى وغضبى ، وهو اسم جمع مثل شَتّى وأسرى . وأصله وَتْرى من المواترة والتواتر ، فقلبت الواو تاء مثل التقوى والتّكلان وتُجاه ونحوها . وقيل : هو من الوتر وهو الفرد فالمعنى أرسلناهم فَرْداً فرداً . النحاس : وعلى هذا يجوز « تِتْراً » بكسر التاء الأولى ، وموضعها نصب على المصدر لأن معنى « ثم أرسلنا » واترنا . ويجوز أن يكون في موضع الحال أي متواترين . { فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً } أي بالهلاك . { وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ } جمع أحدوثة وهي ما يتحدّث به كأعاجيب جمع أعجوبة ، وهي ما يتعجّب منه . قال الأخفش : إنما يقال هذا في الشر « جعلناهم أحاديث » ولا يقال في الخير كما يقال : صار فلان حديثاً أي عِبرة ومثلاً كما قال في آية أخرى : { فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } [ سبأ : 19 ] . قلت : وقد يقال فلانٌ حديثٌ حَسَن ، إذا كان مقيَّدا بذكر ذلك ومنه قول ابن دُريد :