Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مقصود هذه السورة ذكرُ أحكام العفاف والسِّتر . وكتب عمر رضي الله عنه إلى أهل الكوفة : علّموا نساءكم سورة النور . وقالت عائشة رضي الله عنها : لا تُنزلوا النساء الغُرَف ولا تعلموهنّ الكتابة وعلموهنّ سورة النور والغزل . { وَفَرَضْنَاهَا } قرىء بتخفيف الراء أي فرضنا عليكم وعلى من بعدكم ما فيها من الأحكام . وبالتشديد : أي أنزلنا فيها فرائض مختلفة . وقرأ أبو عمرو : « وفَرّضناها » بالتشديد أي قطّعناها في الإنزال نُجُماً نُجُماً . والفرض القطع ومنه فُرْضة القوس . وفرائض الميراث وفرض النفقة . وعنه أيضاً « فرّضناها » فصلناها وبيناها . ، وقيل : هو على التكثير لكثرة ما فيها من الفرائض . والسورة في اللغة اسم للمنزلة الشريفة ولذلك سُمّيت السورة من القرآن سورة . قال زهير : @ لم تر أن الله أعطاك سورة ترى كلّ مَلْكٍ دونها يتذبذب @@ وقد مضى في مقدمة الكتاب القول فيها . وقرىء « سورةٌ » بالرفع على أنها مبتدأ وخبرها « أنزلناها » قاله أبو عبيدة والأخفش . وقال الزجاج والفرّاء والمُبَرّد : « سورةٌ » بالرفع لأنها خبر الابتداء لأنها نكرة ولا يبتدأ بالنكرة في كل موضع ، أي هذه سورة . ويحتمل أن يكون قوله « سورة » ابتداء وما بعدها صفة لها أخرجتها عن حدّ النكرة المحضة فحسن الابتداء لذلك ، ويكون الخبر في قوله « الزَّانِيَةُ والزّانِي » . وقرىء « سورةً » بالنصب ، على تقدير أنزلنا سورة أنزلناها . وقال الشاعر : @ والذئبَ أخشاه إن مررتُ به وَحْدِي وأخشى الرياح والمطرا @@ أو تكون منصوبة بإضمار فعل أي اتل سورة . وقال الفرّاء : هي حال من الهاء والألف ، والحال من المكنى يجوز أن يتقدم عليه .