Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 26-26)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن زيد : المعنى الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون للخبيثات ، وكذا الطيّبات للطيّبين والطيّبون للطيّبات . وقال مجاهد وابن جُبير وعطاء وأكثر المفسرين : المعنى الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول . قال النحاس في كتاب معاني القرآن : وهذا أحسن ما قيل في هذه الآية . ودلّ على صحة هذا القول : { أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ } أي عائشة وصفوان مما يقول الخبيثون والخبيثات . وقيل : إن هذه الآية مبنية على قوله : { ٱلزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً } الآية فالخبيثات الزواني ، والطيبات العفائف ، وكذا الطيبون والطيبات . واختار هذا القول النحاس أيضاً ، وهو معنى قول ابن زيد . { أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ } يعني به الجنس . وقيل : عائشة وصفوان ، فجمع كما قال : { فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ } [ النساء : 11 ] والمراد أخوان قاله الفراء . و { مُبَرَّءُونَ } يعني منزّهين مما رُمُوا به . قال بعض أهل التحقيق : إن يوسف عليه السلام لما رُمي بالفاحشة برّأه الله على لسان صبيّ في المهد ، وإن مريم لما رُميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى صلوات الله عليه ، وإن عائشة لما رُميت بالفاحشة برّأها الله تعالى بالقرآن فما رضي لها ببراءة صبيّ ولا نبيّ حتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان . وروي عن عليّ بن زيد بن جُدعان عن جدّته عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتهن امرأة : لقد نزل جبريل عليه السلام بصورتي في راحته حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوّجني ، ولقد تزوّجني بكراً وما تزوّج بكراً غيري ، ولقد تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم وإن رأسه لفي حجري ، ولقد قُبر في بيتي ، ولقد حفّت الملائكة ببيتي ، وأن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فينصرفون عنه ، وأن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه فما يُبِينُني عن جسده ، وإني لابنة خليفته وصدِّيقه ، ولقد نزل عُذْرِي من السماء ، ولقد خُلقتُ طيّبة وعند طيّب ، ولقد وُعدت مغفرة ورزقاً كريماً تَعْنِي قولَه تعالى : { لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } وهو الجنة .