Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 57-57)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } هذا تسلية للنبيّ صلى الله عليه وسلم ووعدٌ بالنصرة . وقراءة العامة « تَحْسَبَنَّ » بالتاء خطاباً . وقرأ ابن عامر وحمزة وأبو حَيْوة « يَحْسَبَنَّ » بالياء ، بمعنى لا يحسبنّ الذِين كفروا أنفسهم معجزين الله في الأرض لأن الحُسْبان يتعدّى إلى مفعولين . وهذا قول الزجاج . وقال الفراء وأبو عليّ : يجوز أن يكون الفعل للنبيّ صلى الله عليه وسلم أي لا يحسبنّ محمد الذين كفروا معجزين في الأرض . فـ « ـالذين » مفعول أوّل ، و « معجزين » مفعول ثان . وعلى القول الأوّل « الذين كفروا » فاعل « أنفسهم » مفعول أوّل ، وهو محذوف مراد « معجزين » مفعول ثان . قال النحاس : وما علمت أحداً من أهل العربية بَصْرِيًّا ولا كوفِيًّا إلا وهو يخطِّىء قراءة حمزة فمنهم من يقول : هي لحن لأنه لم يأت إلا بمفعول واحد ليحسبنّ . وممن قال هذا أبو حاتم . وقال الفراء : هو ضعيف وأجازه على ضعفه ، على أنه يحذف المفعول الأوّل ، وقد بيناه . قال النحاس : وسمعت علي بن سليمان يقول في هذه القراءة : يكون « الذين كفروا » في موضع نصب . قال : ويكون المعنى ولا يحسبنّ الكافر الذين كفروا معجزين في الأرض . قلت : وهذا موافق لما قاله الفراء وأبو عليّ إلاّ أنّ الفاعل هناك النبيّ صلى الله عليه وسلم . وفي هذا القول الكافر . و « معجزين » معناه فائتين . وقد تقدّم . { وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } أي المرجع .