Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 197-203)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } قال مجاهد : يعني عبد الله بن سَلاَم وسلمان وغيرهما ممن أسلم . وقال ابن عباس : بعث أهل مكة إلى اليهود وهم بالمدينة يسألونهم عن محمد عليه السلام ، فقالوا : إن هذا لزمانه ، وإنا لنجد في التوراة نعته وصفته . فيرجع لفظ العلماء إلى كل من كان له علم بكتبهم أسلم أو لم يسلم على هذا القول . وإنما صارت شهادة أهل الكتاب حجة على المشركين لأنهم كانوا يرجعون في أشياء من أمور الدين إلى أهل الكتاب لأنهم مظنون بهم علمٌ . وقرأ ابن عامر { أَوَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ آيَةٌ } . الباقون { أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً } بالنصب على الخبر واسم يكن { أَنْ يَعْلَمَهُ } والتقدير أولم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل الذين أسلموا آية واضحة . وعلى القراءة الأولى اسم كان « آيةٌ » والخبر { أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ } . وقرأ عاصم الجحدري { أَنْ تَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ } . { وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ } أي على رجل ليس بعربيّ اللسان { فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم } بغير لغة العرب لما آمنوا ولقالوا لا نفقه . نظيره { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً } [ فصلت : 44 ] الآية . وقيل : معناه ولو نزلناه على رجل ليس من العرب لما آمنوا به أنفة وكبرا . يقال : رجل أعجم وأعجميّ إذا كان غير فصيح وإن كان عربياً ، ورجل عجميّ وإن كان فصيحاً ينسب إلى أصله إلا أن الفرّاء أجاز أن يقال رجل عجميّ بمعنى أعجميّ . وقرأ الحسن « عَلَىَ بَعْضِ الأَعْجَمِيِّينَ » مشدّدة بياءين جعله نسبة . ومن قرأ { الأَعْجَمِينَ } فقيل : إنه جمع أعجم . وفيه بعد لأن ما كان من الصفات الذي مؤنثه فعلاء لا يجمع بالواو والنون ، ولا بالألف والتاء لا يقال أحمرون ولا حمراوات . وقيل : إن أصله الأعجمين كقراءة الجحدري ثم حذفت ياء النسب ، وجعل جمعه بالياء والنون دليلاً عليها . قاله أبو الفتح عثمان بن جِنِّي . وهو مذهب سيبويه . قوله تعالى : { كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ } يعني القرآن أي الكفر به { فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } . وقيل : سلكنا التكذيب في قلوبهم فذلك الذي منعهم من الإيمان قاله يحيـى بن سلاّم . وقال عكرمة : القسوة . والمعنى متقارب وقد مضى في « الحجر » . وأجاز الفرّاء الجزم في { لاَ يُؤمِنُونَ } لأن فيه معنى الشرط والمجازاة . وزعم أن من شأن العرب إذا وضعت لا موضع كي لا في مثل هذا ربما جزمت ما بعدها وربما رفعت فتقول : ربطت الفرس لا ينفلت بالرفع والجزم لأن معناه إن لم أربطه ينفلت ، والرفع بمعنى كيلا ينفلت . وأنشد لبعض بني عُقيل : @ وحتى رأينا أحسَن الفعلِ بيننا مُسَاكَنَةً لا يقرِفُ الشرَّ قارِفُ @@ بالرفع لما حذف كي . ومن الجزم قول الآخر : @ لَطَالَمَا حَلاتُمَاها لا تَرِدْ فخلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ @@ قال النحاس : وهذا كله في { يُوْمِنُونَ } خطأ عند البصريين ، ولا يجوز الجزم بلا جازم ، ولا يكون شيء يعمل عملاً فإذا حذف عمل عملاً أقوى من عمله وهو موجود فهذا احتجاج بيِّن . { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } { فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً } أي العذاب . وقرأ الحسن { فَتَأْتِيَهُمْ } بالتاء والمعنى : فتأتيهم الساعة بغتة فأضمرت لدلالة العذاب الواقع فيها ، ولكثرة ما في القرآن من ذكرها . وقال رجل للحسن وقد قرأ { فَتَأْتِيَهُم } : يا أبا سعيد إنما يأتيهم العذاب بغتة . فانتهره وقال : إنما هي الساعة تأتيهم بغتة أي فجأة . { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بإتيانها . { فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } أي مؤخَّرون وممَهلون . يطلبون الرجعة هنالك فلا يجابون إليها . قال القشيري : وقوله { فَيَأْتِيَهُمْ } ليس عطفاً على قوله : { حَتَّى يَرَوُا } بل هو جواب قوله : { لاَ يُوْمِنُونَ } فلما كان جواباً للنفي انتصب وكذلك قوله : { فَيَقُولُوا } .