Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 210-213)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَاطِينُ } يعني القرآن بل ينزل به الروح الأمين . { وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ } أي برمي الشهب كما مضى في سورة « الحِجرِ » بيانه . وقرأ الحسن ومحمد بن السَّمَيْقَع : { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطُونُ } قال المهدي : وهو غير جائز في العربية ومخالف للخط . وقال النحاس : وهذا غلط عند جميع النحويين وسمعت علي بن سليمان يقول سمعت محمد بن يزيد يقول : هذا غلط عند العلماء ، إنما يكون بدخول شبهة لما رأى الحسن في آخره ياء ونوناً وهو في موضع رفع اشتبه عليه بالجمع المسلّم فغلط ، وفي الحديث : " احذروا زلّة العالم " وقد قرأ هو مع الناس { وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ } [ البقرة : 14 ] ولو كان هذا بالواو في موضع رفع لوجب حذف النون للإضافة . وقال الثعلبي قال الفراء : غلط الشيخ يعني الحسن فقيل ذلك للنضر بن شُمَيل فقال : إن جاز أن يحتج بقول رؤبة والعجاج وذويهما ، جاز أن يحتج بقول الحسن وصاحبه . مع أنا نعلم أنهما لم يقرأا بذلك إلا وقد سمعا في ذلك شيئاً وقال المؤرِّج : إن كان الشيطان من شاط يشيط كان لقراءتهما وجه . وقال يونس ابن حبيب : سمعت أعرابياً يقول دخلنا بساتين من ورائها بساتون فقلت : ما أشبه هذا بقراءة الحسن . قوله تعالى : { فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ } قيل : المعنى قل لمن كفر هذا . وقيل : هو مخاطبة له عليه السلام وإن كان لا يفعل هذا لأنه معصوم مختار ولكنه خوطب بهذا والمقصود غيره . ودلّ على هذا قوله : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } أي لا يتكلون على نسبهم وقرابتهم فيدعون ما يجب عليهم .