Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 1-6)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { طسۤ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } مضى الكلام في الحروف المقطعة في « البقرة » وغيرها . و { تِلْكَ } بمعنى هذه أي هذه السورة آيات القرآن وآيات كتاب مبين . وذكر القرآن بلفظ المعرفة ، وقال : { وَكِتَابٍ مُبِينٍ } بلفظ النكرة وهما في معنى المعرفة كما تقول : فلان رجل عاقل وفلان الرجل العاقل . والكتاب هو القرآن ، فجمع له بين الصفتين : بأنه قرآن وأنه كتاب لأنه ما يظهر بالكتابة ، ويظهر بالقراءة . وقد مضى اشتقاقهما في « البقرة » . وقال في سورة الحجر : { الۤرَ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ } [ الحجر : 1 ] فأخرج الكتاب بلفظ المعرفة والقرآن بلفظ النكرة وذلك لأن القرآن والكتاب اسمان يصلح لكل واحد منهما أن يجعل معرفة ، وأن يجعل صفة . ووصفه بالمبين لأنه بيّن فيه أمره ونهيه وحلاله وحرامه ووعده ووعيده وقد تقدّم . قوله تعالى : { هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } { هُدًى } في موضع نصب على الحال من الكتاب أي تلك آيات الكتاب هادية ومبشرة . ويجوز فيه الرفع على الابتداء أي هو هدى . وإن شئت على حذف حرف الصفة أي فيه هدى . ويجوز أن يكون الخبر { لِلْمُوْمِنِينَ } ثم وصفهم فقال : { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُم بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } وقد مضى في أوّل « البقرة » بيان هذا . قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } أي لا يصدّقون بالبعث . { زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ } قيل : أعمالهم السيئة حتى رأوها حسنة . وقيل : زينا لهم أعمالهم الحسنة فلم يعملوها . وقال الزجاج : جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زينا لهم ما هم فيه . { فَهُمْ يَعْمَهُونَ } أي يترددون في أعمالهم الخبيثة ، وفي ضلالتهم . عن ابن عباس . أبو العالية : يتمادون . قتادة : يلعبون . الحسن : يتحيرون قال الراجز : @ وَمَهْمَهٍ أطرافُه في مَهْمَهِ أَعْمَى الهدُىَ بالحائرين العُمَّهِ @@ قوله تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } وهو جهنم . { وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } . { فِي الآخِرَةِ } تبيين وليس بمتعلق بالأخسرين فإن من الناس من خسر الدنيا وربح الآخرة ، وهؤلاء خسروا الآخرة بكفرهم فهم أخسر كل خاسر . قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ } أي يلقى عليك فتلقاه وتعلمه وتأخذه . { مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } { لَدُنْ } بمعنى عند إلا أنها مبنية غير معربة لأنها لا تتمكن ، وفيها لغات ذكرت في « الكهف » . وهذه الآية بساط وتمهيد لما يريد أن يسوق من الأقاصيص ، وما في ذلك من لطائف حكمته ، ودقائق علمه .