Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 72-75)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } أي اقترب لكم ودنا منكم { بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } أي من العذاب قاله ابن عباس . وهو من ردفه إذا تبعه وجاء في أثره وتكون اللام أدخلت لأن المعنى اقترب لكم ودنا لكم . أو تكون متعلقة بالمصدر . وقيل : معناه معكم . وقال ابن شجرة : تبعكم ومنه رِدْف المرأة لأنه تبع لها من خلفها ومنه قول أبي ذؤيب : @ عاد السوادُ بياضاً في مَفَارِقهِ لاَ مَرحباً ببياض الشَّيْبِ إذ رَدِفَا @@ قال الجوهري : وَأَرْدَفه أمرٌ لغةٌ في رَدِفه ، مثل تَبِعه وأتبعه بمعنى قال خُزيمة بن مالك بن نَهد : @ إذا الجوزاءُ أردفتِ الثُّرَيَّا ظَننتُ بآل فاطمةَ الظنُّونَا @@ يعني فاطمة بنت يَذْكُر بن عَنزة أحدِ القارِظَيْن . وقال الفراء : { رَدِفَ لَكُمْ } دنا لكم ولهذا قال : { لَكُمْ } . وقيل : رَدِفَه ورَدِف له بمعنًى فتزاد اللام للتوكيد عن الفراء أيضاً . كما تقول : نقدته ونقدت له ، وكِلْته ووزنته ، وكِلْتُ له ووزنت له ونحو ذلك . { بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } مِن العذابِ فكان ذلك يوم بدر . وقيل : عذاب القبر . { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } في تأخير العقوبة وإدرار الرزق { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } فضله ونعمه . قوله تعالى : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } أي تخفي صدورهم { وَمَا يُعْلِنُونَ } يظهرون من الأمور . وقرأ ابن محيصن وحميد { مَا تَكُنُّ } من كَننتُ الشيء إذا سترتَه هنا . وفي « القصص » تقديره : ما تَكُنّ صدورهم عليه وكأن الضمير الذي في الصدور كالجسم الساتر . ومن قرأ : { تُكِنُّ } فهو المعروف يقال : أكننت الشيء إذا أخفيته في نفسك . قوله تعالى : { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } قال الحسن : الغائبة هنا القيامة . وقيل : ما غاب عنهم من عذاب السماء والأرض حكاه النقاش . وقال ابن شجرة : الغائبة هنا جميع ما أخفى الله تعالى عن خلقه وغيبه عنهم ، وهذا عام . وإنما دخلت الهاء في { غَائِبَةٍ } إشارة إلى الجمع أي : ما من خَصْلة غائبة عن الخلق إلا والله عالم بها قد أثبتها في أم الكتاب عنده ، فكيف يخفى عليه ما يسرّ هؤلاء وما يعلنونه . وقيل : أي كل شيء هو مثبت في أم الكتاب يخرجه للأجل المؤجل له فالذي يستعجلونه من العذاب له أجل مضروب لا يتأخر عنه ولا يتقدم عليه . والكتاب اللوح المحفوظ أثبت الله فيه ما أراد ليعلم بذلك من يشاء من ملائكته .