Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 52-53)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ } أخبر أن قوماً ممن أوتوا الكتاب من بني إسرائيل من قبل القرآن يؤمنون بالقرآن كعبد الله بن سَلام وسلمان . ويدخل فيه من أسلم من علماء النصارى ، وهم أربعون رجلاً ، قدموا مع جعفر بن أبي طالب المدينة ، اثنان وثلاثون رجلاً من الحبشة ، وثمانية نفر أقبلوا من الشام وكانوا أئمة النصارى : منهم بحيراء الراهب وأبرهة والأشرف وعامر وأيمن وإدريس ونافع . كذا سماهم الماوردي وأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية والتي بعدها { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ } قاله قتادة . وعنه أيضاً : أنها نزلت في عبد الله بن سَلاَم وتميم الداريّ والجارود العبديّ وسلمان الفارسيّ ، أسلموا فنزلت فيهم هذه الآية . وعن رفاعة القرظي : نزلت في عشرة أنا أحدهم . وقال عروة بن الزبير : نزلت في النجاشي وأصحابه ووجه باثني عشر رجلاً فجلسوا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وكان أبو جهل وأصحابه قريباً منهم ، فآمنوا بالنبيّ صلى الله عليه وسلم ، فلما قاموا من عنده تبعهم أبو جهل ومن معه ، فقال لهم : خيبكم الله من ركب ، وقبحكم من وفد ، لم تلبثوا أن صدقتموه ، وما رأينا ركباً أحمق منكم ولا أجهل فقالوا : { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } لم نأل أنفسنا رشدا { لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } وقد تقدّم هذا في « المائدة » عند قوله : { وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ } [ المائدة : 83 ] مستوفى . وقال أبو العالية : هؤلاء قوم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وقد أدركه بعضهم . { مِن قَبْلِهِ } أي من قبل القرآن . وقيل : من قبل محمد عليه السلام { هُم بِهِ } أي بالقرآن أو بمحمد عليه السلام { يُؤْمِنُونَ } . { وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ } أي إذا قرىء عليهم القرآن قالوا صدقنا بما فيه { إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ } أي من قبل نزوله ، أو من قبل بعثة محمد عليه السلام { مُسْلِمِينَ } أي موحدين ، أو مؤمنين بأنه سيبعث محمد وينزل عليه القرآن .