Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 79-80)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ } أي على بني إسرائيل فيما رآه زينة من متاع الحياة الدنيا من الثياب والدواب والتجمل في يوم عيد . قال الغزنوي : في يوم السبت . { فِي زِينَتِهِ } أي مع زينته . قال الشاعر : @ إذا ما قلوبُ القومِ طارت مخافةً من الموت أرسوا بالنفوس المواجد @@ أي مع النفوس . كان خرج في سبعين ألفاً من تَبَعه ، عليهم المعصفَرات ، وكان أوّل من صُبغ له الثياب المعصفَرة . قال السدي : مع ألف جوار بيض على بغال بيض بسروج من ذهب على قُطُف الأرْجُوان . قال ابن عباس : خرج على البغال الشهب . مجاهد : على براذين بيض عليها سروج الأُرْجُوان ، وعليهم المعصفَرات ، وكان ذلك أوّل يوم رؤي فيه المعصفَر . قال قتادة : خرج على أربعة آلاف دابة عليهم ثياب حمر ، منها ألف بغل أبيض عليها قُطُف حمر . قال ابن جريج : خرج على بغلة شهباء عليها الأُرْجُوان ، ومعه ثلاثمائة جارية على البغال الشهب عليهن الثياب الحمر . وقال ابن زيد : خرج في سبعين ألفاً عليهم المعصفَرات . الكلبي : خرج في ثوب أخضر كان الله أنزله على موسى من الجنة فسرقه منه قارون . وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : كانت زينته القِرْمز . قلت : القِرْمِز صِبغ أحمر مثل الأُرْجُوان ، والأُرْجُوان في اللغة صِبغ أحمر ذكره القشيري . { قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } أي نصيب وافر من الدنيا . ثم قيل : هذا من قول مؤمني ذلك الوقت ، تمنوا مثل ماله رغبة في الدنيا . وقيل : هو من قول أقوام لم يؤمنوا بالآخرة ولا رغبوا فيها ، وهم الكفار . قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } وهم أحبار بني إسرائيل للذين تمنوا مكانه { وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ } يعني الجنة . { لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ } أي لا يؤتى الأعمال الصالحة ، أو لا يؤتى الجنة في الآخرة إلا الصابرون على طاعة الله . وجاز ضميرها لأنها المعنية بقوله : { ثَوَابُ اللَّهِ } .