Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 100-100)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
نزلت في يهودي أراد تجديد الفِتنة بين الأَوْسِ والخَزْرَج بعد ٱنقطاعها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فجلس بينهم وأنشدهم شِعْراً قاله أحدُ الحَيَّين في حربهم . فقال الحَي الآخر : قد قال شاعرنا في يوم كذا وكذا ، فكأنهم دخلهم من ذلك شيء ، فقالوا : تعالَوا نردّ الحربَ جَذْعَاءَ كما كانت . فنادى هؤلاء . ياآل أَوْسَ . ونادى هؤلاء : يا آل خَزْرج فاجتمعوا وأخذوا السلاح وٱصطفوا للقتال فنزلت هذه الآية فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى وقف بين الصّفين فقرأها ورفع صوته ، فلما سمعوا صوته أَنصَتوا له وجعلوا يستمعون ، فلما فرغ ألقوا السّلاح وعانق بعضهم بعضا وجعلوا يبكون عن عكرمة وٱبن زيد وٱبن عباس . والذي فعل ذلك شاس بن قيس اليهودي ، دَسّ على الأوس والخَزْرج من يذكرهم ما كان بينهم من الحروب ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم وذكّرهم ، فعرف القوم أنها نْزعةٌ من الشيطان ، وكَيْدٌ من عدّوهم فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق بعضهم بعضا ، ثم ٱنصرفوا مع النبي صلى الله عليه وسلم سامعين مُطيعين فأنزل الله عز وجل { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } يعني الأَوس والخزرج . { إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } يعني شاساً وأصحابه . { يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } قال جابر بن عبد الله : ما كان طَالعٌ أكرهِ إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأومأ إلينا بيده فكَفَفنا وأصلح الله تعالى ما بيننا فما كان شخصٌ أحبَّ إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما رأيتُ يوما أقبح ولا أوحَشَ أولاً وأحسن آخراً من ذلك اليوم .