Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 86-86)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال ٱبن عباس : إن رجلاً من الأنصار أسلم ثم ٱرتدّ ولحق بالشرك ثم ندم فأرسل إلى قومه : سَلُوا لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي مِنْ توبة ؟ فجاء قومُه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : هل له من توبة ؟ فنزلت { كَيْفَ يَهْدِي ٱللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ } إلى قوله : { غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فأرسل إليه فأسلم . أخرجه النسائي . وفي رواية : أن رجلاً من الأنصار ٱرتدّ فلحق بالمشركين ، فأنزل الله { كَيْفَ يَهْدِي ٱللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ } إلى قوله : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } فبعث بها قومُه إليه ، فلما قرئت عليه قال : والله ما كذَبني قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أكذبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله ، والله عز وجل أصدق الثلاثة فرجع تائباً ، فقبِل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه . وقال الحسن : نزلت في اليهود لأنهم كانوا يبشِّرون بالنبيّ صلى الله عليه وسلم ويَسْتَفْتِحون على الذِين كفروا فلما بُعِث عانَدُوا وكفروا ، فأنزل الله عز وجل { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } . ثم قيل : « كيف » لفظة ٱستفهام ومعناه الجحْد ، أي لا يهدي الله . ونظيره قوله : { كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ } [ التوبة : 7 ] أي لا يكون لهم عهد وقال الشاعر : @ كيف نومي على الفِراش ولَمَّا يشمل القومَ غارةٌ شَعْواءُ @@ أي لا نوم لي . { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } يقال : ظاهر الآية أَنَّ مَن كفر بعد إسلامه لا يهديه الله ومن كان ظالماً ، لا يهديه الله وقد رأينا كثيراً من المرتدِّين قد أسلموا وهداهم الله ، وكثيراً من الظالمين تابوا عن الظلم . قيل له : معناه لا يهديهم الله ما داموا مقيمين على كفرهم وظلمهم ولا يُقبِلون على الإسلام فأما إذا أسلموا وتابوا فقد وفقهم الله لذلك . والله تعالى أعلم .