Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 17-18)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه ثلاث مسائل : الأولى : قوله تعالى : { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } الآية . فيه ثلاثة أقوال : الأوّل : أنه خطاب للمؤمنين بالأمر بالعبادة والحض على الصلاة في هذه الأوقات . قال ابن عباس : الصلوات الخمس في القرآن قيل له : أين ؟ فقال : قال الله تعالى : { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ } صلاة المغرب والعشاء « وَحِينَ تُصْبِحُونَ » صلاة الفجر « وَعَشِيًّا » العصر « وَحِينَ تُظْهِرُونَ » الظهر وقاله الضحاك وسعيد ابن جبير . وعن ابن عباس أيضاً وقتادة : أن الآية تنبيه على أربع صلوات : المغرب والصبح والعصر والظهر قالوا : والعشاء الآخرة هي في آية أخرى في { وَزُلَفاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ } [ هود : 114 ] وفي ذكر أوقات العورة . وقال النحاس : أهل التفسير على أن هذه الآية { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } في الصلوات . وسمعت علي بن سليمان يقول : حقيقته عندي : فسبحوا الله في الصلوات . لأن التسبيح يكون في الصلاة وهو القول الثاني . والقول الثالث : فسبحوا الله حين تمسون وحين تصبحون ذكره الماوردِيّ . وذكر القول الأوّل ، ولفظه فيه : فصلوا لله حين تمسون وحين تصبحون . وفي تسمية الصلاة بالتسبيح وجهان : أحدهما : لما تضمنها من ذكر التسبيح في الركوع والسجود . الثاني : مأخوذ من السبحة والسبحة الصلاة ومنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم : " تكون لهم سبحة يوم القيامة " أي صلاة . الثانية : قوله تعالى : { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } اعتراض بين الكلام بدؤوب الحمد على نعمه وآلائه . وقيل : معنى « وَلَهُ الْحَمْدُ » أي الصلاة له لاختصاصها بقراءة الحمد . والأوّل أظهر فإن الحمد لله من نوع تعظيم الله تعالى والحض على عبادته ودوام نعمته فيكون نوعاً آخر خلاف الصلاة ، والله أعلم . وبدأ بصلاة المغرب لأن الليل يتقدّم النهار . وفي سورة « سبحان » بدأ بصلاة الظهر إذ هي أوّل صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم . الماورديّ : وخص صلاة الليل باسم التسبيح وصلاة النهار باسم الحمد لأن للإنسان في النهار متقلباً في أحوالٍ توجب حمد الله تعالى عليها ، وفي الليل على خلوة توجب تنزيه الله من الأسواء فيها فلذلك صار الحمد بالنهار أخص فسميت به صلاة النهار ، والتسبيح بالليل أخص فسميت به صلاة الليل . الثالثة : قرأ عكرمة « حِيناً تُمْسُونَ وَحِيناً تُصْبِحُونَ » والمعنى : حينا تمسون فيه وحينا تصبحون فيه فحذف « فيه » تخفيفاً والقول فيه كالقول في { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً } [ البقرة : 123 ] . { وَعَشِيّاً } قال الجوهرِيّ : العشِيّ والعشِية من صلاة المغرب إلى العتمة تقول : أتيته عشِية أمسِ وعشِيّ أمسِ . وتصغير العشِيّ : عشيان ، على غير قياس مُكَبَّرِه كأنهم صغّروا عَشْيَاناً ، والجمع عُشَيَّانات . وقيل أيضاً في تصغيره : عُشَيْشَيان ، والجمع عُشَيْشِيَات . وتصغير العَشِيَّة عُشَيْشِيّة ، والجمع عُشَيْشِيات . والعِشاء بالكسر والمد مثل العشِيّ . والعِشاءان المغرب والعتمة . وزعم قوم أن العِشاء من زوال الشمس إلى طلوع الفجر ، وأنشدوا : @ غدونا غدوة سحراً بليلٍ عِشاء بعد ما انتصف النهار @@ الماوردِيّ : والفرق بين المساء والعِشاء : أن المساء بُدُوّ الظلام بعد المغيب ، والعِشاء آخر النهار عند ميل الشمس للمغِيب ، وهو مأخوذ من عشا العين وهو نقص النور من الناظر كنقص نور الشمس .