Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 8-8)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فِيۤ أَنفُسِهِمْ } ظرف للتفكر وليس بمفعول ، تعدّى إليه « يَتَفَكَّرُوا » بحرف جرّ لأنهم لم يؤمروا أن يتفكروا في خلق أنفسهم ، إنما أمروا أن يستعملوا التفكر في خلق السموات والأرض وأنفسهم ، حتى يعلموا أن الله لم يخلق السموات وغيرَها إلا بالحق . قال الزجاج : في الكلام حذف ، أي فيعلموا لأن في الكلام دليلاً عليه . { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } قال الفرّاء : معناه إلا للحق يعني الثواب والعقاب . وقيل : إلا لإقامة الحق . وقيل : « بِالْحَقِّ » بالعدل . وقيل : بالحكمة والمعنى متقارب . وقيل : « بِالْحَقِّ » أي أنه هو الحق وللحق خلقها ، وهو الدلالة على توحيده وقدرته . { وَأَجَلٍ مُّسَمًّى } أي للسموات والأرض أجل ينتهيان إليه وهو يوم القيامة . وفي هذا تنبيه على الفناء ، وعلى أن لكل مخلوق أجلاً ، وعلى ثواب المحسن وعقاب المسيء . وقيل : « وَأَجَلٍ مُسَمًّى » أي خلق ما خلق في وقت سماه لأن يخلق ذلك الشيء فيه . { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ } اللام للتوكيد ، والتقدير : لكافرون بلقاء ربهم ، على التقديم والتأخير أي لكافرون بالبعث بعد الموت . وتقول : إن زيداً في الدار لجالس . ولو قلت : إن زيداً لفي الدار لجالس جاز . فإن قلت : إن زيداً جالس لفي الدار لم يجز لأن اللام إنما يؤتى بها توكيداً لاسم إن وخبرها ، وإذا جئت بهما لم يجز أن تأتي بها . وكذا إن قلت : إن زيداً لجالس لفي الدار لم يجز .