Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 14-14)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ } فيه قولان : أحدهما : أنه من النسيان الذي لا ذكر معه أي لم يعملوا لهذا اليوم فكانوا بمنزلة الناسين . والآخر : أن « نَسِيتُمْ » بما تركتم ، وكذا { إِنَّا نَسِينَاكُمْ } . واحتج محمد بن يزيد بقوله تعالى : { وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىٰ ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ } [ طه : 115 ] قال : والدليل على أنه بمعنى ترك أن الله عز وجل أخبر عن إبليس أنه قال : { مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ } [ الأعراف : 20 ] فلو كان آدم ناسياً لكان قد ذكّره . وأنشد : @ كأنه خارجاً من جَنْب صَفْحَته سَفُّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عند مُفْتَأدِ @@ أي تركوه . ولو كان من النسيان لكان قد عملوا به مرة . قال الضحاك : « نَسِيتُمْ » أي تركتم أمري . يحيـى بن سلام : أي تركتم الإيمان بالبعث في هذا اليوم . { نَسِينَاكُمْ } تركناكم من الخير قاله السُّديّ . مجاهد : تركناكم في العذاب . وفي استئناف قوله : « إِنَّا نَسِينَاكُمْ » وبناء الفعل على « إنّ » واسمها تشديد في الانتقام منهم . والمعنى : فذوقوا هذا أي ما أنتم فيه من نكس الرؤوس والخِزي والغمّ بسبب نسيان الله . أو ذوقوا العذاب المخلّد ، وهو الدائم الذي لا انقطاع له في جهنم . { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } يعني في الدنيا من المعاصي . وقد يعبّر بالذّوق عما يطرأ على النفس وإن لم يكن مطعوماً ، لإحساسها به كإحساسها بذوق المطعوم . قال عمر بن أبي ربيعة : @ فذُقْ هجرها إن كنت تزعم أنها فسادٌ ألاَ يا رُبَّما كذب الزعم @@ الجوهريّ : وذُقْت ما عند فلان أي خبرته . وذقت القَوْس إذا جذبت وترها لتنظر ما شدّتها . وأذاقه الله وبال أمره . قال طُفيل : @ فذوقوا كما ذُقنا غَدَاة مُحَجِّرٍ من الغيظ في أكبادِنا والتَّحَوُّبِ @@ وتذوقته أي ذقته شيئاً بعد شيء . وأمر مستذاق أي مجرّب معلوم . قال الشاعر : @ وعهدُ الغانيات كعهد قَيْن وَنَتْ عنه الجعائل مُسْتذاقِ @@ والذوّاق : الملول .