Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 13-13)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يٰأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَٱرْجِعُواْ } الطائفة تقع على الواحد فما فوقه . وعُنِي به هنا أوْس بن قَيْظِيّ والد عَرَابة بن أوس الذي يقول فيه الشماخ : @ إذا ما رايةٌ رُفعت لمَجْد تلقّاها عَرابةُ باليمين @@ و « يَثْرِب » هي المدينة وسَمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم طَيْبة وطابة . وقال أبو عبيدة : يثرب اسم أرض ، والمدينة ناحية منها . السُّهَيْلِيّ : وسميت يثرب لأن الذي نزلها من العماليق اسمه يثرب ابن عميل بن مهلائيل بن عوض بن عملاق بن لاوذ بن إرم . وفي بعض هذه الأسماء اختلاف . وبنو عميل هم الذين سكنوا الجُحْفَة فأجحفت بهم السيول فيها . وبها سميت الجحفة . { لاَ مُقَامَ لَكُمْ } بفتح الميم قراءة العامّة . وقرأ حفص والسُّلمي والجحدريّ وأبو حَيْوَة : بضم الميم يكون مصدراً من أقام يقيم ، أي لا إقامة ، أو موضعاً يقيمون فيه . ومن فتح فهو اسم مكان أي لا موضع لكم تقيمون فيه . { فَٱرْجِعُواْ } أي إلى منازلكم . أمروهم بالهروب من عسكر النبيّ صلى الله عليه وسلم . قال ابن عباس : قالت اليهود لعبدالله بن أُبَيّ بن سلول وأصحابه من المنافقين : ما الذي يحملكم على قتل أنفسكم بيد أبي سفيان وأصحابه ! فارجعوا إلى المدينة فإنا مع القوم فأنتم آمنون . قوله تعالى : { وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ ٱلنَّبِيَّ } في الرجوع إلى منازلهم بالمدينة ، وهم بنو حارثة بن الحارث ، في قول ابن عباس . وقال يزيد بن رُومان : قال ذلك أوس بن قَيظِيّ عن ملإ من قومه . { يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ } أي سائبة ضائعة ليست بحصينة ، وهي مما يلي العدوّ وقيل : مُمْكِنة للسّراق لخلوها من الرجال . يقال : دارٌ مُعْوِرة وذات عَوْرة إذا كان يسهل دخولها . يقال : عَوِر االمكان عَوَراً فهو عَوِر . وبيت عَوِرة . وأعْور فهو مُعوِر . وقيل : عَوِرة ذات عَوْرة . وكل مكان ليس بممنوع ولا مستور فهو عَوْرة قاله الهرَوِيّ . وقرأ ابن عباس وعِكرمة ومجاهد وأبو رجاء العُطارِديّ : « عَوِرة » بكسر الواو يعني قصيرة الجدران فيها خلل . تقول العرب : دار فلانٍ عَوِرة إذا لم تكن حصينة . وقد أعور الفارِس إذا بَدَا فيه خَلَل للضرب والطعن قال الشاعر : @ متى تَلْقَهم لم تَلْقَ في البيت مُعْوِراً ولا الضيفَ مفجوعاً ولا الجارَ مُرْمِلاَ @@ الجوهريّ : والعَوْرة كل خلل يُتَخَوَّف منه في ثَغر أو حرب . النحاس : يقال أعور المكان إذا تُبُيِّنت فيه عورة ، وأعور الفارس إذا تُبُيِّن فيه موضع الخلل . المهدوِيّ : ومن كسر الواو في « عورة » فهو شاذ ومثله قولهم : رجل عوِر أي لا شيء له ، وكان القياس أن يُعَلَّ فيقال : عارٍ ، كيوم راحٍ ، ورجلٍ مالٍ أصلهما روِح وموِل . ثم قال تعالى : { وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ } تكذيباً لهم ورداً عليهم فيما ذكروه . { إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً } أي ما يريدون إلا الهرب . قيل : من القتل . وقيل : من الدِّين . وحكى النقاش أن هذه الآية نزلت في قبيلتين من الأنصار : بني حارِثة وبني سَلِمة وهَموا أن يتركوا مراكزهم يوم الخندق ، وفيهم أنزل الله تعالى : { إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } [ آل عمران : 122 ] الآية . فلما نزلت هذه الآية قالوا : واللَّهِ ما ساءنا ما كنا هممنا به إذ اللَّهُ ولِيُّنَا . وقال السدي : الذي استأذنه منهم رجلان من الأنصار من بني حارثة أحدهما : أبو عَرابة بن أوس ، والآخر أوْس بن قيْظِيّ . قال الضحاك : ورجع ثمانون رجلاً بغير إذنه .