Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 55-55)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فيه ثلاث مسائل : الأولى : لما نزلت آية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ونحن أيضاً نكلمهن من وراء حجاب ؟ فنزلت هذه الآية . الثانية : ذكر الله تعالى في هذه الآية من يحلّ للمرأة البروزُ له ، ولم يذكر العمّ والخال لأنهما يجريان مجرى الوالدين . وقد يسمى العم أباً ، قال الله تعالى : { نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ } [ البقرة : 133 ] وإسماعيل كان العمّ . قال الزجاج العمّ والخال ربما يصفان المرأة لولديهما ، فإن المرأة تحلّ لابن العمّ وابن الخال فكره لهما الرؤية . وقد كره الشعبي وعكرمة أن تضع المرأة خمارها عند عمها أو خالها . وقد ذكر في هذه الآية بعض المحارم وذكر الجميع في سورة « النور » ، فهذه الآية بعض تلك ، وقد مضى الكلام هناك مستوفى ، والحمد لله . الثالثة : قوله تعالى : { وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ } لما ذكر الله تعالى الرخصة في هذه الأصناف وانجزمت الإباحة ، عطف بأمرهن بالتقوى عطف جملة . وهذا في غاية البلاغة والإيجاز ، كأنه قال اقتصرن على هذا واتقين الله فيه أن تتعدَّينه إلى غيره . وخص النساء بالذكر وعيَّنهن في هذا الأمر ، لقلة تحفظهن وكثرة استرسالهن . والله أعلم . ثم توعّد تعالى بقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً } .