Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 21-21)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِّن سُلْطَانٍ } أي لم يَقْهَرهم إبليس على الكفر ، وإنما كان منه الدعاء والتزيين . والسلطان : القوّة . وقيل الحجة ، أي لم تكن له حجة يستتبعهم بها ، وإنما اتبعوه بشهوة وتقليد وهوى نفس لا عن حجة ودليل . { إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِٱلآخِرَةِ } يريد علم الشهادة الذي يقع به الثواب والعقاب ، فأما الغيب فقد علمه تبارك وتعالى . ومذهب الفرّاء أن يكون المعنى : إلا لنعلم ذلك عندكم كما قال : { أَيْنَ شُرَكَآئِيَ } [ النحل : 27 ] على قولكم وعندكم ، وليس قوله : { إِلاَّ لِنَعْلَمَ } جوابَ { وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِّن سُلْطَانٍ } في ظاهره إنما هو محمول على المعنى أي وما جعلنا له سلطاناً إلا لنعلم ، فالاستثناء منقطع ، أي لا سلطان له عليهم ولكنا ابتليناهم بوسوسته لنعلم ، فـ « ـإلا » بمعنى لكن . وقيل هو متصل ، أي ما كان له عليهم من سلطان ، غير أنّا سلّطناه عليهم ليتم الابتلاء . وقيل : « كَانَ » زائدة أي وما له عليهم من سلطان ، كقوله : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ } [ آل عمران : 110 ] أي أنتم خير أمّة . وقيل : لما اتصل طرف منه بقصة سبأ قال : وما كان لإبليس على أولئك الكفار من سلطان . وقيل : وما كان له في قضائنا السابق سلطان عليهم . وقيل : « إِلاَّ لِنَعْلَمَ » إلا لنظهر ، وهو كما تقول : النار تحرق الحطب ، فيقول آخر لا بل الحطب يحرق النار فيقول الأول تعال حتى نجرّب النار والحطب لنعلم أيهما يحرق صاحبه ، أي لنظهر ذلك وإن كان معلوماً لهم ذلك . وقيل : إلا لتعلموا أنتم . وقيل : أي ليعلم أولياؤنا والملائكة كقوله : { إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } [ المائدة : 33 ] أي يحاربون أولياء الله ورسوله . وقيل : أي ليميز كقوله : { لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ } [ الأنفال : 37 ] وقد مضى هذا المعنى في « البقرة » وغيرها . وقرأ الزهري : « إِلاّ لِيُعْلَمَ » على ما لم يسم فاعله . { وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفُيظٌ } أي أنه عالم بكل شيء . وقيل : يحفظ كل شيء على العبد حتى يجازيه عليه .