Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 24-24)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } لما ذكر أن آلهتهم لا يملكون مثقال ذرّة مما يقدر عليه الرّب قرّر ذلك فقال : قل يا محمد للمشركين { مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي من يخلق لكم هذه الأرزاق الكائنة من السموات أي عن المطر والشمس والقمر والنجوم وما فيها من المنافع . « وَالأَرْضِ » أي الخارجة من الأرض عن الماء والنبات أي لا يمكنهم أن يقولوا هذا فِعْلُ آلهتنا فيقولون لا ندري ، فقل إن الله يفعل ذلك الذي يعلم ما في نفوسكم . وإن قالوا : إن الله يرزقنا فقد تقررت الحجة بأنه الذي ينبغي أن يعبد . { وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } هذا على وجه الإنصاف في الحجة كما يقول القائل : أحدنا كاذب ، وهو يعلم أنه صادق وأن صاحبه كاذب . والمعنى : ما نحن وأنتم على أمر واحد ، بل على أمرين متضادّين ، وأحد الفريقين مهتدٍ وهو نحن والآخر ضالّ وهو أنتم فكذّبهم بأحسن من تصريح التكذيب ، والمعنى : أنتم الضالون حين أشركتم بالذي يرزقكم من السموات والأرض . « أَوْ إِيَّاكُمْ » معطوف على اسم « إنّ » ولو عطف على الموضع لكان « أو أنتم » ويكون « لَعَلَى هُدًى » للأول لا غير . وإذا قلت : « أَوْ إِيّاكُمْ » كان للثاني أوْلى ، وحذفت من الأول ، ويجوز أن يكون للأول ، وهو اختيار المبرد ، قال : ومعناه معنى قول المستبصر لصاحبه على صحة الوعيد والاستظهار بالحجة الواضحة : أحدنا كاذب ، قد عرف المعنى ، كما تقول : أنا أفعل كذا وتفعل أنت كذا وأحدنا مخطىء ، وقد عرف أنه هو المخطىء ، فهكذا « وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ » . و « أَوْ » عند البصريين على بابها وليست للشك ، ولكنها على ما تستعمله العرب في مثل هذا إذا لم يرد المخبر أن يبين وهو عالم بالمعنى . وقال أبو عبيدة والفراء : هي بمعنى الواو ، وتقديره : وإنا على هدى وإياكم في ضلال مبين . وقال جرير : @ أثعلبةَ الفوارس أو رياحاً عدلْتَ بهم طُهَيَّةَ والرَّبابا @@ يعني أثعلبة ورياحا . وقال آخر :