Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 3-4)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ } قيل : المراد أهل مكة . قال مقاتل : قال أبو سفيان لكفار مكة : والّلات والعزّى لا تأتينا الساعة أبداً ولا نُبعث . فقال الله : { قُلْ } يا محمد { بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ } وروى هارون عن طَلْق المعلم قال : سمعت أشياخنا يقرؤون « قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَيَأْتِيَنَّكُمْ » بياء ، حملوه على المعنى ، كأنه قال : ليأتينكم البعث أو أمره . كما قال : { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ } [ النحل : 33 ] . فهؤلاء الكفار مقرّون بالابتداء منكرون الإعادة ، وهو نقض لما اعترفوا بالقدرة على البعث ، وقالوا : وإن قدر لا يفعل . فهذا تحكّم بعد أن أخبر على ألسنة الرسل أنه يبعث الخلق ، وإذا ورد الخبر بشيء وهو ممكن في الفعل مقدور ، فتكذيب مَن وجب صدقه محال . { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ } بالرفع قراءة نافع وابن كثِير على الابتداء ، وخبره « لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ » وقرأ عاصم وأبو عمرو « عالِم » بالخفض ، أي الحمد لِلَّه عالم ، فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على قوله : { لَتَأْتِيَنَّكُمْ } . وقرأ حمزة والكسائي : « علاّم الغيب » على المبالغة والنعت . { لاَ يَعْزُبَ عَنْهُ } أي لا يغيب عنه ، « ويَعْزِب » أيضاً . قال الفراء : والكسر أحبّ إليّ . النحاس : وهي قراءة يحيـى بن وثاب ، وهي لغة معروفة . يقال : عزَب يعزُب ويعزِب إذا بَعُد وغاب . { مِثْقَالُ ذَرَّةٍ } أي قدر نملة صغيرة . { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ } وفي قراءة الأعمش « وَلاَ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ » بالفتح فيهما عطفاً على « ذَرَّةٍ » . وقراءة العامّة بالرفع عطفاً على « مِثْقَالُ » . { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } فهو العالم بما خلق ولا يخفى عليه شيء . { لِّيَجْزِيَ } منصوب بلام كي ، والتقدير : لتأتينكم لِيجزي . { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } بالثواب ، والكافرين بالعقاب . { أُوْلَـٰئِكَ } يعني المؤمنين . { لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم . { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } وهو الجنة .