Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 15-15)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ } أي المحتاجون إليه في بقائكم وكل أحوالكم . الزمخشرِيّ : « فإن قلت لِم عرّف الفقراء ؟ قلت : قصد بذلك أن يريهم أنهم لشدّة افتقارهم إليه هم جنس الفقراء ، وإن كانت الخلائق كلهم مفتقرين إليه من الناس وغيرِهم لأن الفقر مما يتبع الضعف ، وكلما كان الفقير أضعف كان أفقر وقد شهد الله سبحانه على الإنسان بالضعف في قوله : { وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً } ، وقال : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ } [ الروم : 54 ] ولو نكَّر لكان المعنى : أنتم بعض الفقراء . فإن قلت : قد قوبل « الفقراء » بـ « الغنيّ » فما فائدة « الحميد » ؟ قلت : لما أثبت فقرهم إليه وغناه عنهم ، وليس كل غنيّ نافعاً بغناه إلا إذا كان الغنيّ جواداً منعماً ، وإذا جاد وأنعم حمده المنعَم عليهم واستحق عليهم الحمد ذكر « الحميد » ليدلّ به على أنه الغنيّ النافع بغناه خلقه ، الجواد المنعم عليهم ، المستحق بإنعامه عليهم أن يحمدوه » . وتخفيف الهمزة الثانية أجود الوجوه عند الخليل ، ويجوز تخفيف الأولى وحدها وتخفيفهما وتحقيقهما جميعاً . { وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } تكون « هو » زائدة ، فلا يكون لها موضع من الإعراب ، وتكون مبتدأة فيكون موضعها رفعاً .