Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 18-18)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تقدم الكلام فيه ، وهو مقطوع مما قبله . والأصل « تَوْزَر » حذفت الواو اتباعاً ليزر . { وَازِرَةٌ } نعت لمحذوف ، أي نفس وازرة . وكذا { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا } قال الفرّاء : أي نفس مثقلة أو دابة . قال : وهذا يقع للمذكر والمؤنث . قال الأخفش : أي وإن تدع مثقلة إنساناً إلى حملها وهو ذنوبها . والحملْ ما كان على الظهر ، والحمَلْ حمل المرأة وحملة النخلة حكاهما الكسائيّ بالفتح لا غير . وحكى ابن السِّكيت أن حمل النخلة يفتح ويكسر . { لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ } التقدير على قول الأخفش : ولو كان الإنسان المدعوّ ذا قربى . وأجاز الفرّاء ولو كان ذو قربى . وهذا جائز عند سيبويه ، ومثله { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ } [ البقرة : 280 ] فتكون « كان » بمعنى وقع ، أو يكون الخبر محذوفاً أي وإن كان فيمن تطالبون ذو عسرة . وحكى سيبويه : الناس مجزيون بأعمالهم إن خير فخير على هذا . وخيراً فخير على الأوّل . وروي عن عكرمة أنه قال : بلغني أن اليهودي والنصرانيّ يرى الرجل المسلم يوم القيامة فيقول له : ألم أكن قد أسديت إليك يداً ألم أكن قد أحسنت إليك ؟ فيقول بلى . فيقول : انفعني فلا يزال المسلم يسأل الله تعالى حتى ينقص من عذابه . وأن الرجل ليأتي إلى أبيه يوم القيامة فيقول : ألم أكن بك باراً ، وعليك مشفقاً ، وإليك محسناً ، وأنت ترى ما أنا فيه ، فهب لي حسنة من حسناتك ، أو احمل عني سيئة فيقول : إن الذي سألتني يسير ولكني أخاف مثل ما تخاف . وأن الأب ليقول لابنه مثل ذلك فيرد عليه نحواً من هذا . وأن الرجل ليقول لزوجته : ألم أكن أحسن العِشرة لك ، فاحملي عني خطيئة لعلي أنجو فتقول : إن ذلك ليسير ولكني أخاف مما تخاف منه . ثم تلا عكرمة : { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ } . وقال الفُضيل بن عياض : هي المرأة تلقى ولدها فتقول : يا ولدي ، ألم يكن بطني لك وعاء ، ألم يكن ثديي لك سقاء ، ألم يكن حجري لك وطاء فيقول : بلى يا أماه فتقول : يا بنيّ ، قد أثقلتني ذنوبي فاحمل عني منها ذنباً واحداً فيقول : إليكِ عني يا أماه ، فإني بذنبي عنكِ مشغول . قوله تعالى : { إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ } أي إنما يقبل إنذارك من يخشى عقاب الله تعالى . وهو كقوله تعالى : { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ } [ يۤس : 11 ] . قوله تعالى : { وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ } أي من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه . وقرىء : « ومنِ ازَّكَّى فإنما يَزّكَّى لِنفسِهِ » . { وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } أي إليه مرجع جميع الخلق .