Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 3-3)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } معنى هذا الذكر الشكرُ . { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ يَرْزُقُكُمْ } يجوز في « غير » الرفع والنصب والخفض ، فالرفع من وجهين : أحدهما : بمعنى هل من خالق إلا الله بمعنى ما خالق إلا الله . والوجه الثاني : أن يكون نعتاً على الموضع لأن المعنى : هل خالق غير الله ، و « من » زائدة . والنصب على الاستثناء . والخفض على اللفظ . قال حُميد الطويل : قلت للحسن : من خلق الشر ؟ فقال سبحان الله ! هل من خالق غير الله جل وعز ، خلق الخير والشر . وقرأ حمزة والكسائي : « هَلْ مِنْ خَالِقٍ غيرِ اللَّهِ » بالخفض . الباقون بالرفع . { يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } أي المطر . { وَٱلأَرْضِ } أي النبات . { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } من الأَفْك بالفتح وهو الصرف يقال : ما أفكَك عن كذا ، أي ما صرفك عنه . وقيل : من الإفك بالكسر وهو الكذب ، ويرجع هذا أيضاً إلى ما تقدم لأنه قول مصروف عن الصدق والصواب ، أي من أين يقع لكم التكذيب بتوحيد الله . والآية حجة على القدرية لأنه نفى خالقاً غير الله وهم يثبتون معه خالقين ، على ما تقدم في غير موضع .