Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 11-16)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } تقدّم أول السورة { وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } من هذه الأمة ، وكذلك كان فإنه كان أول من خالف دين آبائه ، وخلع الأصنام وحطمها ، وأسلم لله وآمن به ، ودعا إليه صلى الله عليه وسلم . واللام في قوله : { لأَنْ أَكُونَ } صلة زائدة قاله الجرجاني وغيره . وقيل : لام أجل . وفي الكلام حذف أي أمرت بالعبادة { لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } . قوله تعالى : { قُلْ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } يريد عذاب يوم القيامة . وقاله حين دعاه قومه إلى دين آبائه قاله أكثر أهل التفسير . وقال أبو حمزة الثمالي وابن المسيّب : هذه الآية منسوخة بقوله تعالى : { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [ الفتح : 2 ] فكانت هذه الآية من قبل أن يغفر ذنب النبي صلى الله عليه وسلم . قوله تعالى : { قُلِ ٱللَّهَ أَعْبُدُ } « اللَّهَ » نصب بـ « ـأَعْبُدُ » { مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي } طاعتي وعبادتي . { فَٱعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ } أمر تهديد ووعيد وتوبيخ كقوله تعالى : { ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ } [ فصلت : 40 ] . وقيل : منسوخة بآية السيف . قوله تعالى : { قُلْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } قال ميمون بن مهران عن ابن عباس : ليس من أحد إلا وقد خلق الله له زوجة في الجنة ، فإذا دخل النار خسر نفسه وأهله . في رواية عن ابن عباس : فمن عمل بطاعة الله كان له ذلك المنزل والأهل إلا ما كان له قبل ذلك ، وهو قوله تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَارِثُونَ } [ المؤمنون : 10 ] . قوله تعالى : { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } سمى ما تحتهم ظللاً لأنها تظل من تحتهم ، وهذه الآية نظير قوله تعالى : { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } [ الأعراف : 41 ] وقوله : { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ } [ العنكبوت : 55 ] . { ذَلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ } قال ابن عباس : أولياءه . { يٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ } أي يا أوليائي فخافون . وقيل : هو عام في المؤمن والكافر . وقيل : خاص بالكفار .