Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 21-21)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } أي إنه لا يخلف الميعاد في إحياء الخلق ، والتمييز بين المؤمن والكافر ، وهو قادر على ذلك كما أنه قادر على إنزال الماء من السماء . « أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ » أي من السحاب « مَاءً » أي المطر { فَسَلَكَهُ } أي فأدخله في الأرض وأسكنه فيها كما قال : { فَأَسْكَنَّاهُ فِي ٱلأَرْضِ } [ المؤمنون : 18 ] . { يَنَابِيعَ } جمع يَنْبُوع وهو يَفْعُول من نَبَع ينبُع وينبَع وينبِع بالرفع والنصب والخفض . النحاس : وحكى لنا ابن كيسان في قول الشاعر : @ يَـنْـبَاعُ مِـنْ ذِفْـرَى غَـضُـوبٍ جَسْـرَةٍ @@ أن معناه يَنْبَع فأشبع الفتحة فصارت ألفاً ، نبوعاً خرج . واليَنْبوع عين الماء والجمع الينابيع . وقد مضى في « سبحان » . ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ أي بذلك الماء الخارج من ينابيع الأرض { زَرْعاً } هو للجنس أي زروعاً شتى لها ألوان مختلفة ، حمرة وصفرة وزرقة وخضرة ونوراً . قال الشعبي والضحاك : كل ماء في الأرض فمن السماء نزل ، إنما ينزل من السماء إلى الصخرة ، ثم تقسم منها العيون والركايا . { ثُمَّ يَهِـيجُ } أي ييبس . { فَـتَرَاهُ } أي بعد خضرته { مُصْفَـرّاً } قال المبرد قال الأصمعي : يقال هاجت الأرض تهيج إذا أدبر نبتها وولّى . قال : وكذلك هاج النبت . قال : وكذلك قال غير الأصمعي . وقال الجوهري : هاج النبت هياجاً أي يَبِس . وأرض هائجة يَبس بقْلُها أو اصفر ، وأهاجت الريح النبت أيبسته ، وأهيجنا الأرض أي وجدناها هائجة النبات ، وهاج هائجه أي ثار غضبه ، وهدأ هائجه أي سكنت فورته . { ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً } أي فتاتاً مكسراً من تحطم العود إذا تفتت من اليبس . والمعنى أن من قدر على هذا قدر على الإعادة . وقيل : هو مثل ضربه الله للقرآن ولصدور من في الأرض ، أي أنزل من السماء قرآناً فسلكه في قلوب المؤمنين { ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ } أي ديناً مختلفاً بعضه أفضل من بعض ، فأما المؤمن فيزداد إيماناً ويقيناً ، وأما الذي في قلبه مرض فإنه يهيج كما يهيج الزرع . وقيل : هو مثل ضربه الله للدنيا أي كما يتغير النبت الأخضر فيصفر كذلك الدنيا بعد بهجتها . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } .