Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 65-66)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ } قيل : إن في الكلام تقديماً وتأخيراً والتقدير : لقد أوحي إليك لئن أشركت وأوحي إلى الذين من قبلك كذلك . وقيل : هو على بابه قال مقاتل : أي أوحي إليك وإلى الأنبياء قبلك بالتوحيد والتوحيد محذوف . ثم قال : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ } يا محمد { لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة . وقيل : الخطاب له والمراد أمته إذ قد علم الله أنه لا يشرك ولا يقع منه إشراك . والإحباط الإبطال والفساد قال القشيري : فمن ارتد لم تنفعه طاعاته السابقة ولكن إحباط الردة العمل مشروط بالوفاة على الكفر ولهذا قال : { وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلۤـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } [ البقرة : 217 ] فالمطلق هاهنا محمول على المقيد ولهذا قلنا : من حج ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام لا يجب عليه إعادة الحج . قلت : هذا مذهب الشافعي . وعند مالك تجب عليه الإعادة وقد مضى في « البقرة » بيان هذا مستوفى . قوله تعالى : { بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ } النحاس : في كتابي عن أبي إسحاق لفظ اسم الله عز وجل منصوب بـ { ـاعْبُدْ } قال : ولا اختلاف في هذا بين البصريين والكوفيين . قال النحاس : وقال الفراء يكون منصوباً بإضمار فعل . وحكاه المهدوي عن الكسائي . فأما الفاء فقال الزجاج : إنها للمجازاة . وقال الأخفش : هي زائدة . وقال ابن عباس « فاعْبُدْ » أي فوحِّد . وقال غيره : { بَلِ الله } فأطع { وَكُن مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ } لنعمه بخلاف المشركين .