Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 130-132)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ ٱللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ } أي وإن لم يصطلحا بل تفرّقا فليحسنا ظنهما بالله ، فقد يقيّض للرجل ٱمرأة تقرّ بها عينه ، وللمرأة من يوسِّع عليها . وروي عن جعفر بن محمد أن رجلاً شكا إليه الفقر ، فأمره بالنكاح ، فذهب الرجل وتزوّج ثم جاء إليه وشكا إليه الفقر ، فأمره بالطلاق فسئل عن هذه الآية فقال : أمرته بالنكاح لعله من أهل هذه الآية : { إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } [ النور : 32 ] فلما لم يكن من أهل تلك الآية أمرته بالطلاق فقلت : فلعله من أهل هذه الآية { وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ ٱللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ } . قوله تعالى : { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ } أي الأمر بالتقوى كان عاماً لجميع الأُمم : وقد مضى القول في التقوى . { وَإِيَّاكُمْ } عطف على { ٱلَّذِينَ } . { أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } في موضع نصب قال الأخفش : أي بأن اتقوا الله . وقال بعض العارفين : هذه الآية هي رَحَى آي القرآن ، لأن جميعه يدور عليها . قوله تعالى : { وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً . وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } إن قال قائل : ما فائدة هذا التكرير ؟ فعنه جوابان : أحدهما أنه كرر تأكيداً ليتنبه العباد وينظروا ما في ملكوته وملكه وأنه غني عن العالمين . الجواب الثاني أنه كرر لفوائد : فأخبر في الأوّل أن الله تعالى يغني كلا من سعته ، لأن له ما في السموات وما في الأرض فلا تنفذ خزائنه . ثم قال : أوصيناكم وأهل الكتاب بالتقوى { وَإِن تَكْفُرُواْ } أي وإن تكفروا فإنه غني عنكم لأن له ما في السموات وما في الأرض . ثم أعلم في الثالث بحفظ خلقه وتدبيره إياهم بقوله : { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } لأن له ما في السموات وما في الأرض . وقال : { مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } ولم يقل من في السموات لأنه ذُهِب به مَذْهَب الجنس ، وفي السموات والأرض من يعقل ومن لا يعقل .