Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 176-176)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه ست مسائل : الأُولى قال البراء بن عازب : هذه آخر آية نزلت من القرآن كذا في كتاب مسلم . وقيل : نزلت والنبيّ صلى الله عليه وسلم متجهز لحجة الوداع ، ونزلت بسبب جابر " قال جابر بن عبد الله : مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيين ، فأغمي عليّ فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صب عليّ من وضوئه فأفقت ، فقلت : يا رسول الله كيف أقضي في مالي ؟ فلم يردّ عليّ شيئاً حتى نزلت آية الميراث { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ } " رواه مسلم وقال : آخر آية نزلت { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ } [ البقرة : 281 ] وقد تقدّم . ومضى في أوّل السورة الكلام في « الكلالة » مستوفى ، وأن المراد بالإخوة هنا الإخوة للأب والأُم أو للأب وكان لجابر تسع أخوات . الثانية قوله تعالى : { إِن ٱمْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ } أي ليس له ولد ولا والد فٱكتفى بذكر أحدهما قال الجرجاني : لفظ الولد ينطلق على الوالد والمولود فالوالد يسمى والدا لأنه وَلد ، والمولود يسمى وَلدا لأنه وُلد كالذرية فإنها من ذَرَا ثم تطلق على المولود وعلى الوالد قال الله تعالى : { وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } [ يسۤ : 41 ] . الثالثة والجمهور من العلماء من الصحابة والتابعين يجعلون الأخوات عصبة البنات وإن لم يكن معهنّ أخ ، غير ٱبن عباس فإنه كان لا يجعل الأخوات عصبة البنات وإليه ذهب داود وطائفة وحجتهم ظاهر قول الله تعالى : { إِن ٱمْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ } ولم يورّث الأُخت إلا إذا لم يكن للميت ولد قالوا : ومعلوم أن الابنة من الولد ، فوجب ألاّ ترث الأُخت مع وجودها . وكان ابن الزُّبِير يقول بقول ابن عباس في هذه المسئلة حتى أخبره الأسود بن يزيد : أن معاذاً قضى في بنت وأُخت فجعل المال بينهما نصفين . الرابعة هذه الآية تسمى بآية الصيف لأنها نزلت في زمن الصيف " قال عمر : إني والله لا أدع شيئاً أهَمّ إلى من أمر الكَلالة ، وقد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيها ، حتى طعن بإصبعه في جنبي أو في صدري ثم قال : « يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي أنزلت في آخر سورة النساء » " وعنه رضي الله عنه قال : ثلاث لأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم بَينَّهن أحب إليّ من الدّنيا وما فيها : الكلالة والرّبا والخلافة خرّجه ٱبن ماجه في سننه . الخامسة طعن بعض الرافضة بقول عمر : « والله لا أدع » الحديثَ . السادسة قوله تعالى : { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ } قال الكسائي : المعنى يبين الله لكم لِئلا تَضِلوا . قال أبو عبيد فحدّثت الكسائيّ بحديث رواه ٱبن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يدعونّ أحدكم على ولده أن يوافق من الله إجابة " فٱستحسنه . قال النحاس : والمعنى عند أبي عبيد لئلا يوافق من الله إجابة ، وهذا القول عند البصريين خطأ صراح لأنهم لا يجيزون إضمار لا والمعنى عندهم : يبيّن الله لكم كراهة أن تضلوا . ثم حذف كما قال : { وَٱسْأَلِ ٱلْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] وكذا معنى حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم أي كراهية أن يوافق من الله إجابة . { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } تقدّم في غير موضع . والله أعلم تمت سورة « النساء » والحمد الله الذي وفق .