Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 60-61)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

روى يزيد بن زُريع عن داود بن أبي هند عن الشّعبيّ قال : كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة ، فدعا اليهوديُّ المنافق إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم لأنه علم أنه لا يقبل الرّشْوة . ودعا المنافق اليَهوديَّ إلى حكامهم لأنه علم أنهم يأخذون الرّشوة في أحكامهم فلما اختلفا ٱجتمعا على أن يُحكّما كَاهِناً في جُهينة فأنزل الله تعالىٰ في ذلك : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ } يعني المنافق . { وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } يعني اليهودي . { يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ } إلى قوله : { وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } وقال الضحاك : دعا اليهوديُّ المنافق إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ودعاه المنافقُ إلى كعب بن الأشرف وهو { ٱلطَّاغُوتِ } . ورواه أبو صالح عن ٱبن عباس قال : " كان بين رجل من المنافقين يُقال له بشر وبين يهوديّ خصومة فقال اليهوديّ : انطلق بنا إلى محمد ، وقال المنافق : بل إلى كعب بن الأشرف وهو الذي سمّاه الله { ٱلطَّاغُوتِ } أي ذو الطغيان فأبى اليهوديّ أن يخاصمه إلاَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى ذلك المنافق أتى معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى لليهوديّ . فلما خرجا قال المنافق : لا أرضى ، ٱنطلق بنا إلى أبي بكر فحكم لليهوديّ فلم يرض ذكره الزّجّاج وقال : ٱنطلق بنا إلى عمر فأقبلا على عمر فقال اليهوديّ : إنا صرّنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إلى أبي بكر فلم يرض فقال عمر للمنافق : أكذاك هو ؟ قال : نعم . قال : رُويْدَكُما حتى أخرج إليكما . فدخل وأخذ السّيف ثم ضرب به المنافق حتى بَردَ ، وقال : هكذا أقضي على من لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله وَهَرب اليهوديّ ، ونزلت الآية ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنت الفَارُوق » . ونزل جبريل وقال : إن عمر فَرّق بين الحقّ والباطل " فسُمِّي الفاروق . وفي ذلك نزلت الآيات كلّها إلى قوله : { وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } وٱنتصب : { ضَلاَلاً } على المعنى ، أي فيضلون ضلالاً ومثله قوله تعالىٰ : { وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } [ نوح : 17 ] . وقد تقدّم هذا المعنى مستوفى . و { صُدُوداً } ٱسم للمصدر عند الخليل ، والمصدر الصدّ . والكوفيون يقولون : هما مصدران .