Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 82-85)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } حتى يشاهدوا آثار الأمم السالفة { كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ } عدداً { وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } من الأبنية والأموال وما أدالوا به من الأولاد والأتباع يقال : دلوت بفلان إليك أي استشفعت به إليك . وعلى هذا « ما » للجحد أي فلم يغن عنهم ذلك شيئاً . وقيل : « ما » للاستفهام أي أيّ شيء أغنى عنهم كسبهم حين هلكوا . ولم ينصرف « أَكْثَرَ » لأنه على وزن أفعل . وزعم الكوفيون أن كل ما لا ينصرف فإنه يجوز أن ينصرف إلا أفعل من كذا فإنه لا يجوز صرفه بوجه في شعر ولا غيره إذا كانت معه من . قال أبو العباس : ولو كانت مِن المانعة من صرفه لوجب ألا يقال : مررت بخير منك وشر منك و من عمرو . قوله تعالى : { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } أي بالآيات الواضحات . { فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ } في معناه ثلاثة أقوال . قال مجاهد : إن الكفار الذين فرحوا بما عندهم من العلم قالوا : نحن أعلم منهم لن نعذّب ولن نبعث . وقيل : فرح الكفار بما عندهم من علم الدنيا نحو { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } [ الروم : 7 ] . وقيل : الذين فرحوا الرسل لمّا كذبهم قومهم أعلمهم الله عز وجل أنه مهلك الكافرين ومنجيهم والمؤمنين فـ « ـفَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ » بنجاة المؤمنين { وَحَاقَ بِهِم } أي بالكفار { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي عقاب استهزائهم بما جاء به الرسل صلوات الله عليهم . قوله تعالى : { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } أي عاينوا العذاب . { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } أي بالأوثان التي أشركناهم في العبادة { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ } بالله عند معاينة العذاب وحين رأوا البأس . { سُنَّةَ ٱللَّهِ } مصدر لأن العرب تقول : سَنّ يسن سنّاً وسُنّة أي سنّ الله عز وجل في الكفار أنه لا ينفعهم الإيمان إذا رأوا العذاب وقد مضى هذا مبيناً في « النساء » و « يونس » وأن التوبة لا تقبل بعد رؤية العذاب وحصول العلم الضروري . وقيل : أي احذروا يا أهل مكة سنّة الله في إهلاك الكفرة فـ « ـسنّة اللَّهِ » منصوب على التحذير والإغراء . { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَافِرُونَ } قال الزجاج : وقد كانوا خاسرين من قبل ذلك إلا أنه بيّن لنا الخسران لما رأوا العذاب . وقيل : فيه تقديم وتأخير أي « لَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا » « وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ » كسنتنا في جميع الكافرين فـ « ـسنة » نصب بنزع الخافض أي كسنّة الله في الأمم كلها . والله أعلم . تم تفسير سورة « غافر » والحمد لله .