Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 47-48)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } أي حين وقتها . وذلك أنهم قالوا : يا محمد إن كنت نبيّاً فخبِّرنا متى قيام الساعة فنزلت : { وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ } « مِنْ » زائدة أي وما تخرج ثمرة . { مِّنْ أَكْمَامِهَا } أي من أوعيتها ، فالأكمام أوعية الثمرة ، واحدها كُمّة وهي كل ظرف لمال أو غيره ولذلك سمي قشر الطَّلْع أعني كُفُرّاه الذي ينشق عن الثمرة كُمّة قال ابن عباس : الكُمّة الكُفُرّى قبل أن تنشق ، فإذا انشقت فليست بكمة . وسيأتي لهذا مزيد بيان في سورة « الرحمن » . وقرأ نافع وابن عامر وحفص « مِنْ ثَمَرَاتٍ » على الجمع . الباقون « ثَمَرَة » على التوحيد والمراد الجمع ، لقوله : { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ } والمراد الجمع ، يقول : { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } كما يرد إليه علم الثمار والنتاج . { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } أي ينادي الله المشركين { أَيْنَ شُرَكَآئِي } الذين زعمتم في الدنيا أنها آلهة تشفع . { قَالُوۤاْ } يعني الأصنام . وقيل : المشركون . ويحتمل أن يريدهم جميعاً العابد والمعبود { آذَنَّاكَ } أسمعناك وأعلمناك . يقال : آذن يؤذن : إذا أعلم ، قال : @ آذَنَتْنَا بِبَيْنها أَسْماءُ رُبَّ ثَاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاء @@ { مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } أي نعلمك ما منا أحد يشهد بأن لك شريكاً . لما عاينوا القيامة تبرؤوا من الأصنام وتبرأت الأصنام منهم كما تقدّم في غير موضع . { وَضَلَّ عَنْهُم } أي بطل عنهم { مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ } في الدنيا { وَظَنُّواْ } أي أيقنوا وعلموا { مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } أي فرار عن النار . و « مَا » هنا حرف وليس باسم فلذلك لم يعمل فيه الظنّ وجعل الفعل ملغى تقديره : وظنوا أنهم ما لهم محيص ولا مهرب . يقال : حاص يحيص حيصا ومحيصا إذا هرب . وقيل : إن الظن هنا الذي هو أغلب الرأي ، لا يشكون في أنهم أصحاب النار ولكن يطمعون أن يخرجوا منها . وليس يبعد أن يكون لهم ظن ورجاء إلى أن يؤيسوا .