Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 11-11)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَاطِرُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } بالرفع على النعت لاسم الله ، أو على تقدير هو فاطر . ويجوز النصب على النداء ، والجرّ على البدل من الهاء في « عَلَيْهِ » . والفاطر : المبدع والخالق . وقد تقدّم . { جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } قيل معناه إناثاً . وإنما قال : « مِنْ أَنْفُسِكُمْ » لأنه خلق حوّاء من ضلع آدم . وقال مجاهد : نَسْلاً بعد نسل . { وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً } يعني الثمانية التي ذكرها في « الأنعام » ذكور الإبل والبقر والضأن والمعز وإناثها . { يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ } أي يخلقكم وينشئكم « فِيهِ » أي في الرحم . وقيل : في البطن . وقال الفرّاء وٱبن كيسان : « فيه » بمعنى به . وكذلك قال الزجاج : معنى « يَذْرَوُكُمْ فِيهِ » يكثركم به أي يكثركم يجعلكم أزواجاً ، أي حلائل لأنهن سبب النسل . وقيل : إن الهاء في « فِيهِ » للجعل ، ودلّ عليه « جَعَلَ » فكأنه قال : يخلقكم ويكثركم في الجعل . ٱبن قتيبة : « يَذْرَوُكُمْ فِيهِ » أي في الزوج أي يخلقكم في بطون الإناث . وقال : ويكون « فِيهِ » في الرحم ، وفيه بُعْدٌ لأن الرحم مؤنثة ولم يتقدّم لها ذكر . { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } قيل : إن الكاف زائدة للتوكيد أي ليس مثله شيء . قال : @ وصاليـاتٍ كَكُمَا يُؤثَفَيْن @@ فأدخل على الكاف كافاً تأكيداً للتشبيه . وقيل : المثل زائدة للتوكيد وهو قول ثعلب : ليس كهو شيء نحو قوله تعالى : { فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَآ آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ } [ البقرة : 137 ] . وفي حرف ابن مسعود « فَإنْ آمَنُوا بِمَا آمَنْتُمْ بهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا » قال أوْس بن حَجَر : @ وقَتْلَى كمثل جذوع النخـ ـيل يغشاهم مطر منهمر @@ أي كجذوع . والذي يُعتقد في هذا الباب أن الله جل ٱسمه في عظمته وكبريائه وملكوته وحسنى أسمائه وعليّ صفاته ، لا يشبه شيئاً من مخلوقاته ولا يشبّه به ، وإنما جاء مما أطلقه الشرع على الخالق والمخلوق ، فلا تشابه بينهما في المعنى الحقيقي إذ صفات القديم جل وعز بخلاف صفات المخلوق إذ صفاتهم لا تنفك عن الأغراض والأعراض ، وهو تعالى منزّه عن ذلك بل لم يزل بأسمائه وبصفاته على ما بيّناه في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ، وكفى في هذا قوله الحق : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } . وقد قال بعض العلماء المحققين : التوحيد إثبات ذات غير مشبهة للذوات ولا معطّلة من الصفات . وزاد الواسطيّ رحمه الله بياناً فقال : ليس كذاته ذات ، ولا كٱسمه ٱسم ، ولا كفعله فعل ، ولا كصفته صفة إلا من جهة موافقة اللفظ وجلّت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة . وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة . رضي الله عنهم !