Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 1-3)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { حـمۤ * وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } تقدّم الكلام فيه . وقيل : « حۤم » قسم . « وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ » قسم ثانٍ وللّه أن يقسم بما شاء . والجواب « إِنَّا جَعَلْنَاهُ » . وقال ابن الأنباري : من جعل جواب « وَالْكِتَابِ » « حۤم » كما تقول نزل والله وَجَب والله وقف على « الْكتَابِ الْمُبِينِ » . ومن جعل جواب القسم « إِنَّا جَعَلْنَاهُ » لم يقف على « الْكِتَابِ الْمُبِينِ » . ومعنى : « جَعَلْنَاهُ » أي سمّيناه ووصفناه ولذلك تعدّى إلى مفعولين كقوله تعالى : { مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ } [ المائدة : 103 ] . وقال السُّدّي : أي أنزلناه قرآناً . مجاهد : قلناه . الزجاج وسفيان الثَّوْري : بيّناه . { عَرَبِيّاً } أي أنزلناه بلسان العرب لأن كل نبيّ أنزل كتابه بلسان قومه قاله سفيان الثوري وغيره . وقال مقاتل : لأن لسان أهل السماء عربيّ . وقيل : المراد بالكتاب جميع الكتب المنزلة على الأنبياء لأن الكتاب اسم جنس فكأنه أقسم بجميع ما أنزل من الكتب أنه جعل القرآن عربياً . والكناية في قوله : { جَعَلْنَاهُ } ترجع إلى القرآن وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة كقوله تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ } [ القدر : 1 ] . { لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي تفهمون أحكامه ومعانيه . فعلى هذا القول يكون خاصاً للعرب دون العجم قاله ابن عيسى . وقال ابن زيد : المعنى لعلكم تتفكرون فعلى هذا يكون خطاباً عاماً للعرب والعجم . ونعت الكتاب بالمبين لأن الله بيّن فيه أحكامه وفرائضه على ما تقدّم في غير موضع .