Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 29-32)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { بَلْ مَتَّعْتُ } وقرىء « بَلْ مَتَّعْنَا » . { هَـٰؤُلاَءِ وَآبَآءَهُمْ } أي في الدنيا بالإمهال . { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ } أي محمد صلى الله عليه وسلم بالتوحيد والإسلام الذي هو أصل دين إبراهيم وهو الكلمة التي بقّاها الله في عقبه . { وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } أي يبيّن لهم ما بهم إليه حاجة . { وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ } يعني القرآن . { قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ } جاحدون . { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ } أي هلاَّ نزل { هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ } وقرىء « على رَجْل » بسكون الجيم . { مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } أي من إحدى القريتين كقوله تعالى : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } [ الرحمٰن : 22 ] أي من أحدهما . أو على أحد رجلين من القريتين . القريتان : مكة والطائف . والرجلان : الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم عم أبي جهل . والذي من الطائف أبو مسعود عروة بن مسعود الثقفي قاله قتادة . وقيل : عمير بن عبد يالِيل الثقفي من الطائف ، وعتبة بن ربيعة من مكة وهو قول مجاهد . وعن ابن عباس : أن عظيم الطائف حبيب بن عمرو الثقفي . وقال السدي : كنانة بن عبد بن عمرو . وروي أن الوليد بن المغيرة وكان يسمى ريحانة قريش كان يقول : لو كان ما يقوله محمد حقاً لنزل عليّ أو على أبي مسعود فقال الله تعالى : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ } يعني النبوّة فيضعونها حيث شاءوا . { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } أي أفقرنا قوماً وأغنينا قوماً فإذا لم يكن أمر الدنيا إليهم فكيف يفوّض أمر النبوّة إليهم . قال قتادة : تلقاه ضعيف القوّة قليل الحيلة عَيِيّ اللسان وهو مبسوط له ، وتلقاه شديد الحيلة بسيط اللسان وهو مقتَّرٌ عليه . وقرأ ٱبن عباس ومجاهد وٱبن مُحَيْصِن في رواية عنه « مَعَايِشَهُمْ » . وقيل : أي نحن أعطينا عظيم القريتين ما أعطينا لا لكرامتهما عليّ وأنا قادر على نزع النّعمة عنهما فأي فضل وقدر لهما . { وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } أي فاضلنا بينهم فمن فاضل ومفضول ورئيس ومرءوس قاله مقاتل . وقيل : بالحرية والرق فبعضهم مالك وبعضهم مملوك . وقيل : بالغنى والفقر فبعضهم غني وبعضهم فقير . وقيل : بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . { لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً } قال السدي وٱبن زيد : خَوَلاً وخدّاماً ، يسخّر الأغنياء الفقراء فيكون بعضهم سبباً لمعاش بعض . وقال قتادة والضحاك : يعني ليملك بعضهم بعضاً . وقيل : هو من السخرِية التي بمعنى الاستهزاء أي ليستهزىء الغني بالفقير . قال الأخفش : سَخِرت به وسَخِرت منه ، وضَحِكت منه وضَحِكت به ، وهزِئت منه وبه كلٌّ يقال ، والاسم السُّخرِية بالضم . والسُّخْرِيّ والسِّخْرِيّ بالضم والكسر . وكل الناس ضمُّوا « سُخْرِيًّا » إلا ٱبن مُحَيْصِن ومجاهد فإنهما قرأ « سِخْرِيًّا » { وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } أي أفضل مما يجمعون من الدنيا . ثم قيل : الرحمة النبوّة ، وقيل الجنة . وقيل : تمام الفرائض خير من كثرة النوافل . وقيل : ما يتفضل به عليهم خير مما يجازيهم عليه من أعمالهم .