Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 59-60)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } أي ما عيسى إلا عبد أنعم الله عليه بالنبوّة ، وجعله مَثَلاً لبني إسرائيل أي آية وعبرة يُستدل بها على قدرة الله تعالى فإن عيسى كان من غير أب ، ثم جعل إليه من إحياء الموتى وإبراء الأَكْمَه والأبرص والأسقام كلها ما لم يُجعل لغيره في زمانه ، مع أن بني إسرائيل كانوا يومئذ خير الخلق وأحبَّه إلى الله عز وجل ، والناس دونهم ، ليس أحد عند الله عز وجل مثلَهم . وقيل : المراد بالعبد المنعم عليه محمد صلى الله عليه وسلم والأوّل أظهر . { وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ } أي بَدَلاً منكم { مَّلاَئِكَةً } يكونون خَلَفاً عنكم قاله السُّدِّي . ونحوه عن مجاهد قال : ملائكة يعمرون الأرض بدلاً منكم . وقال الأزهري : إن « مِن » قد تكون للبدل بدليل هذه الآية . قلت : قد تقدم هذا المعنى في « براءة » وغيرها . وقيل : لو نشاء لجعلنا من الإنس ملائكة وإن لم تجر العادة بذلك ، والجواهر جنس واحد والاختلاف بالأوصاف والمعنى : لو نشاء لأسكنا الأرض الملائكة ، وليس في إسكاننا إياهم السماء شرف حتى يعبدوا ، أو يقال لهم بنات الله . ومعنى { يَخْلُفُونَ } يخلف بعضهم بعضاً قاله ابن عباس .