Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 67-67)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ } يريد يوم القيامة . { بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } أي أعداء ، يعادي بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً . { إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة قال معناه ابن عباس ومجاهد وغيرهما . وحكى النقاش أن هذه الآية نزلت في أميّة بن خلف الْجُمَحِيّ وعُقْبة بن أبي مُعَيْط ، كانا خليلين وكان عقبة يجالس النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت قريش : قد صبأ عقبة بن أبي مُعَيط فقال له أميّة : وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً ولم تَتْفُل في وجهه ففعل عقبة ذلك فنذر النبي صلى الله عليه وسلم قتله فقتله يوم بدرٍ صَبْراً ، وقُتل أميّة في المعركة وفيهم نزلت هذه الآية . وذكر الثعلبي رضي الله عنه في هذه الآية قال : كان خليلان مؤمنان وخليلان كافران ، فمات أحد المؤمنين فقال : يا رب ، إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ، وكان يأمرني بالخير وينهاني عن الشر ، ويخبرني أني ملاقيك ، يا رب فلا تُضِلّه بعدي ، وٱهده كما هديتني ، وأكرمه كما أكرمتني . فإذا مات خليله المؤمن جمع الله بينهما ، فيقول الله تعالى : لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه ، فيقول : يا ربّ ، إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر ، ويخبرني أني ملاقيك ، فيقول الله تعالى : نِعم الخليل ونعم الأخ ونعم الصاحب كان . قال : ويموت أحد الكافرين فيقول : يا رب ، إن فلاناً كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ، ويخبرني أني غير ملاقيك ، فأسألك يا رب ألاّ تَهْدِه بعدي ، وأن تضله كما أضللتني ، وأن تهينه كما أهنتني فإذا مات خليله الكافر قال الله تعالى لهما : لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه ، فيقول : يا ربّ ، إنه كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ويخبرني أني غير ملاقيك ، فأسألك أن تضاعف عليه العذاب فيقول الله تعالى : بئس الصاحب والأخ والخليل كنت . فيلعن كل واحد منهما صاحبه . قلت : والآية عامة في كل مؤمن ومتقٍ وكافر ومُضِل .