Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 88-88)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في « قِيلِهِ » ثلاث قراءات : النصب ، والجرّ ، والرفع . فأمّا الجرّ فهي قراءة عاصم وحمزة . وبقية السبعة بالنصب . وأما الرفع فهي قراءة الأعرج وقتادة وابن هُرْمُز ومسلم بن جُنْدُب . فمن جرّ حمله على معنى : وعنده علم الساعة وعلم قِيلِه . ومن نصب فعلى معنى : وعنده علم الساعة ويعلم قِيلَه وهذا ٱختيار الزجاج . وقال الفرّاء والأخفش : يجوز أن يكون { وَقِيلِهِ } عطفاً على قوله : { أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } [ الزخرف : 80 ] . قال ابن الأنباري : سألت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد بأيّ شيء تنصب القيل ؟ فقال : أنصبه على « وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيَعْلَم قِيلَهِ » . فمن هذا الوجه لا يحسن الوقف على « تُرْجَعُونَ » ، ولا على « يَعْلَمُونَ » . ويحسن الوقف على « يَكْتُبُونَ » . وأجاز الفراء والأخفش أن ينصب القيل على معنى : لا نسمع سِرّهم ونجواهم وقِيلَه كما ذكرنا عنهما . فمن هذا الوجه لا يحسن الوقف على « يَكْتُبُونَ » . وأجاز الفراء والأخفش أيضاً : أن ينصب على المصدر كأنه قال : وقال قِيله ، وشكا شكواه إلى الله عز وجل ، كما قال كعب بن زهير : @ تمشي الوُشاةُ جَنابَيها وقِيَلُهُم إنّك يا بْنَ أبي سُلْمَى لَمَقْتُولُ @@ أراد : ويقولون قيلهم . ومن رفع « قيله » فالتقدير : وعنده قيلُه ، أو قِيلُه مسموع ، أو قيلُه هذا القول . الزمخشريّ : والذي قالوه ليس بقوي في المعنى مع وقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما لا يحسن اعتراضاً ومع تنافر النظم . وأقوى من ذلك وأوجه أن يكون الجر والنصب على إضمار حرف القسم وحذفه . والرفع على قولهم : أيمن الله وأمانة الله ويمين الله ولعمرك ، ويكون قوله : { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } جواب القسم كأنه قال : وأقسم بقيله يا ربّ ، أو قيله يا ربّ قسمي ، إن هؤلاء قوم لا يؤمنون . وقال ابن الأنباري : ويجوز في العربية « وقيلُه » بالرفع ، على أن ترفعه بإن هؤلاء قوم لا يؤمنون . المهدوِيّ : أو يكون على تقدير وقِيلُه قِيلُه يا ربّ فحذف قيله الثاني الذي هو خبر ، وموضع « يا ربّ » نصب بالخبر المضمر ، ولا يمتنع ذلك من حيث ٱمتنع حذف بعض الموصول وبقي بعضه لأن حذف القول قد كثر حتى صار بمنزلة المذكور . والهاء في « قِيله » لعيسى ، وقيل لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقد جرى ذكره إذ قال : { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ } [ الزخرف : 81 ] . وقرأ أبو قِلابة « يَا ربَّ » بفتح الباء . والقيل مصدر كالقول ومنه الخبر : « نهى عن قيل وقال » . ويقال : قلت قَوْلاً وقِيلاً وقالاً . وفي النساء { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً } [ النساء : 122 ] .