Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 3-5)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي في خلقهما { لآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ } يعني المطر . { فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } تقدّم جميعه مستوفى في « البقرة » وغيرها . وقراءة العامة « وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ » « وتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ » بالرفع فيهما . وقرأ حمزة والكسائي بكسر التاء فيهما . ولا خلاف في الأوّل أنه بالنصب على اسم « إنّ » وخبرها « فِي السَّمَوَاتِ » . ووجه الكسر في « آيَات » الثاني العطف على ما عملت فيه التقدير : إن في خلقكم وما يبث من دابة آياتٍ . فأما الثالث فقيل : إن وجه النصب فيه تكرير « آيَاتٌ » لما طال الكلام كما تقول : ضربت زيداً زيداً . وقيل : إنه على الحمل على ما عملت فيه « إنّ » على تقدير حذف « في » التقدير : وفي ٱختلاف الليل والنهار آيات . فحذفت « في » لتقدّم ذكرها . وأنشد سيبويه في الحذف : @ أكُلَّ ٱمرىء تَحْسِبِين ٱمرأً ونارٍ تَوَقُّدُ بالليل نارا @@ فحذف « كل » المضاف إلى نار المجرورة لتقدّم ذكرها . وقيل : هو من باب العطف على عاملين . ولم يُجِزه سيبويه ، وأجازه الأخفش وجماعة من الكوفيين فعطف « واخْتِلاَفِ » على قوله : { وَفِي خَلْقِكُمْ } ثم قال : { وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ آيَاتٌ } فيحتاج إلى العطف على عاملين ، والعطف على عاملين قبيح من أجل أن حروف العطف تنوب مناب العامل ، فلم تَقْوَ أن تنوب مناب عاملين مختلفين إذ لو ناب مناب رافع وناصب لكان رافعاً ناصباً في حال . وأما قراءة الرفع فحملا على موضع « إن » مع ما عملت فيه . وقد ألزم النحويون في ذلك أيضاً العطف على عاملين لأنه عَطَف « وَاخْتِلاَفِ » على « وفِي خَلْقِكُمْ » ، وعطف « آيَات » على موضع « آيات » الأوّل ، ولكنه يقدّر على تكرير « في » . ويجوز أن يرفع على القطع مما قبله فيرفع بالابتداء ، وما قبله خبره ، ويكون عطف جملة على جملة . وحكى الفراء رفع « واختِلاف » و « آيات » جميعاً ، وجعل الاختلاف هو الآيات .