Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 28-28)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ } « لَوْلاَ » بمعنى هلاّ أي هلاّ نصرهم آلهتهم التي تقرّبوا بها بزعمهم إلى الله لتشفع لهم حيث قالوا : { هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ } [ يونس : 8 1 ] ومنعتهم من الهلاك الواقع بهم . قال الكِسائيّ : القُرْبان كل ما يُتقرّب به إلى الله تعالى من طاعة ونَسيكة والجمع قرابين كالرهبان والرهابين . وأحد مفعولي اتخذ الراجع إلى الذين المحذوف ، والثاني « آلِهةً » . و « قُرْبَاناً » حال ، ولا يصح أن يكون « قُرْبَاناً » مفعولاً ثانياً . و « آلِهَةً » بدل منه لفساد المعنى قاله الزمخشريّ . وقرىء « قُرُبَاناً » بضم الراء . { بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ } أي هلكوا عنهم . وقيل : « بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ » أي ضلت عنهم آلهتهم لأنها لم يصبها ما أصابهم إذ هي جماد . وقيل : « ضَلُّوا عَنْهُمْ » أي تركوا الأصنام وتبرءوا منها . { وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ } أي والآلهة التي ضلّت عنهم هي إفكهم في قولهم : إنها تقرّبهم إلى الله زلفى . وقراءة العامة « إِفْكُهُمْ » بكسر الهمزة وسكون الفاء أي كذبهم . والإفك : الكذب ، وكذلك الأفِيكة ، والجمع الأفائك . ورجل أفّاك أي كذاب . وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن الزبير « وَذَلِكَ أَفَكَهُمْ » بفتح الهمزة والفاء والكاف ، على الفعل أي ذلك القول صرفهم عن التوحيد . والأَفْكُ بالفتح مصدر قولك : أَفكَه يَأفِكه أَفْكاً أي قلبه وصرفه عن الشيء . وقرأ عكرمة « أَفَّكهم » بتشديد الفاء على التأكيد والتكثير . قال أبو حاتم : يعني قلبهم عما كانوا عليه من النعيم . وذكر المهدوِيّ عن ابن عباس أيضاً « آفِكهم » بالمد وكسر الفاء بمعنى صارفهم . وعن عبد الله بن الزبير باختلاف عنه « آفكهم » بالمدّ فجاز أن يكون أفعلهم ، أي أصارهم إلى الإفك . وجاز أن يكون فاعلهم كخَادعهم . ودليل قراءة العامة « إِفْكُهُمْ » قوله : { وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي يكذبون . وقيل « أفْكُهم » مثلُ « أفَكَهُم » . الإفْك والأَفَك كالحِذْر والحذَرَ قاله المهدوِيّ .