Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 8-8)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } الميم صلة التقدير : أيقولون افتراه أي تقوّله محمد . وهو إضراب عن ذكر تسميتهم الآيات سحراً . ومعنى الهمزة في « أم » الإنكار والتعجب كأنه قال : دع هذا واسمع قولهم المستنكر المقضيّ منه العجب . وذلك أن محمداً كان لا يقدر عليه حتى يقوله ويفترِيَه على الله ، ولو قدر عليه دون أمة العرب لكانت قدرته عليه معجزة لخرقها العادة ، وإذا كانت معجزة كانت تصديقاً من الله له ، والحكيم لا يصدّق الكاذب فلا يكون مفترياً والضمير للحق ، والمراد به الآيات . { قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ } على سبيل الفرض . { فَلاَ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } أي لا تقدرون على أن تردُّوا عني عذاب الله فكيف أفتري على الله لأجلكم . { هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ } أي تقولونه عن مجاهد . وقيل : تخوضون فيه من التكذيب . والإفاضة في الشيء : الخوض فيه والاندفاع . أفاضوا في الحديث أي ٱندفعوا فيه . وأفاض البعير أي دفع جِرّته من كرِشِه فأخرجها ومنه قول الشاعر : @ وأفضن بعد كُظُومِهِنّ بجِرّة @@ وأفاض الناس من عرفات إلى مِنًى أي دفعوا ، وكل دفعة إفاضة . { كَفَىٰ بِهِ شَهِيداً } نصب على التمييز . { بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } أي هو يعلم صدقي وأنكم مبطلون . { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ } لمن تاب { ٱلرَّحِيمُ } بعباده المؤمنين .